ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اهلا وسهلا بكم في ملتقى انصار السيد عبد الملك الحوثي
نرجو منكم الضغط على زر التسجيل بالأسفل للاشتراك معنا

 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم %D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اهلا وسهلا بكم في ملتقى انصار السيد عبد الملك الحوثي
نرجو منكم الضغط على زر التسجيل بالأسفل للاشتراك معنا

 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم %D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
كلمات من نور
 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Pic
نحن نعرف جميعاً إجمالاً أن كل المسلمين مستهدفون، و أن الإسلام والمسلمين هم من تدور على رؤوسهم رحى هذه المؤامرات الرهيبة التي تأتي بقيادة أمريكا وإسرائيل ، ولكن كأننا لا ندري من هم المسلمون. المسلمون هم أولئك مثلي ومثلك من سكان هذه القرية وتلك القرية، وهذه المنطقة وتلك المنطقة ،أو أننا نتصور المسلمين مجتمعاً وهمياً ، مجتمعاً لا ندري في أي عالم هو؟. المسلمون هم نحن أبناء هذه القرى المتناثرة في سفوح الجبال ، أبناء المدن المنتشرة في مختلف بقاع العالم الإسلامي ، نحن المسلمين، نحن المستهدفون .. ومع هذا نبدو وكأننا غير مستعدين أن نفهم، غير مستعدين أن نصحوا ، بل يبدو غريباً علينا الحديث عن هذه الأحداث ، وكأنها أحداث لا تعنينا ، أو كأنها أحداث جديدة لم تطرق أخبارها مسامعنا، أو كأنها أحداث وليدة يومها. السيد/ حسين بدر الدين الحوثي.
اخر الأخبار من موقع انصار الله
 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم 276819_276009685777346_1625704919_q
موقع أنصار الله || عـــاجل مصرع ثلاثة اشخاص وإصابة اخرين في هجوماً شنته مليشيات الاصلاح على مواطنين في مديرية الشاهل محافظة حجة قبل قليل
.
البرنامج اليومي
1_الأستغفار وقت السحر 2_الصلاة في أوقاتها 3_قراءة القران الكريم 4_الدعاء لله تعالى 5_التسبيح 6_قراءة ملزمة الأسبوع
ملزمة الأسبـــوع
ملزمة: الصرخة في وجة المستكبرين
الف تحية لأخوننا في البحرين
 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Images?q=tbn:ANd9GcSIpcMqcRwPsdq_gMdrOVM33N5NqeokwehSwPImYwKDTGdsFWivYbMatnERXg
ارحل
 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Goout-gerald
لا للتدخلات الامريكية في اليمن
 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم 304842_336535746439618_1066545539_n
صفحتنا على الفيس بوك
صفحتنا على الفيس بوك  سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Facebook-128
للتواصل معنا عبر الهاتف
لتواصل معنا  سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم 132797625143
البريد الأكتروني
او عبر البريد الأكتروني  سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم 1293449952_email

 

  سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتوكل على الله
Admin
avatar


المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 29

 سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم    سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم Emptyالثلاثاء أغسطس 21, 2012 2:53 pm

سلسلة سورة آل عمران (1 - 4)
دروس من هدي القرآن الكريم

الدرس الأول
{إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ : 8/1/2002م
اليمن ـ صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}(آل عمران:100ـ 101) .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} خطاب للمؤمنين أنتم كمؤمنين وباسم [الإيمان] الذي تحملونه وتنطقون به وتقرون به، أنتم كمؤمنين وترون أنفسكم مؤمنين { إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ..}، فريقاً منهم، فريق: طرف وهو الفريق الذي يتحدث عنه القرآن الكريم بصورة خاصة - لأن القرآن الكريم كان حديثه حتى وهو يلتزم جانب العدل ويتحدث عن الواقع - كان حديثه بالنسبة لأهل الكتاب هو أنه لا ينسى فريقاً آخر كان ما يزال ملتزماً، كان ما يزال فريقاً يهدي، كان ما يزال فريقاً يمثل الخير في كل أعماله .
هناك فريق الشر فريق الغدر، فريق الكفر، فريق الحسد، فريق الدهاء الشديد، فريقاً من أهل الكتاب، أهل الكتاب هم: اليهود والنصارى، وكان معظم من واجه الناس في تلك الفترة، ويدخلون في صراع معهم هم - خاصة في بدايات فترة المدينة بعدما هاجر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) - هم يهود وكان من حول المدينة يهود في [خيبر]، و[بني قريظة]، و[قينقاع]، و[بني النضير]، ومناطق أخرى هم يهود، ولكن أهل الكتاب بصورة عامة ؛ على الرغم من أن الله قد ضرب بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة، لكنهم بالنسبة لنا يمكن أن يتشكلوا فريقاً واحداً.
((أهل الكتاب)) هو اسم يطلق على اليهود والنصارى، هم أهل الكتاب السماوي السابق، أهل التوراة والإنجيل، والواقع كشف هذا أن أهل الكتاب، اليهود والنصارى اجتمعت كلمتهم علينا، أليس هذا الذي حصل؟. على الرغم مما حصل بينهم من عداوة وبغضاء، وعلى الرغم مما قد حصل فيما بينهم في هذا العصر مما يُوغِر الصدور أكثر، ويرسخ العداوة فيما بينهم أكثر، كما حصل في [الحرب العالمية الأولى]، و[الحرب العالمية الثانية]، وكما حصل لليهود في مختلف مناطق العالم، وكما يقال - إن كان صحيحاً تاريخيا ً- ما حدث لهم في ألمانيا على يد [النّازِيّة] في [ألمانيا] في أيام [هِتْلَر] على الرغم من ذلك كله اجتمعت كلمتهم علينا، وأصبحوا جميعاً يعملون سوياً في مجال أن يردوا الأمة بعد إيمانها كافرة، أن يردوا المؤمنين كافرين بعد إيمانهم .
الآية تحكي حالة قائمة وستبقى قائمة، وإن كانت هي في البداية، ومن يقرأها في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، في فترات من بعد موت الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يتبادر إلى ذهنه أولئك اليهود الذين كانوا في المدينة وخارج المدينة، أولئك اليهود كانوا بالنسبة لهؤلاء الذين في عصرنا يُعدَّون [ بدو] يعدَّون [بدو]، إذا كان أولئك اليهود الذين يتبادر إلى ذهن من يقرأ هذه الآية في فترة نزولها وما بعد نزولها في القرون الأولى من تاريخ الأمة هذا، يتبادر إلى ذهنه أولئك اليهود الذين كانوا حول المدينة، أولئك الذين يُعدّون بالنسبة ليهود اليوم [بدو] أغبياء، أما هؤلاء فيهود متطورون جداً، في مكرهم، وخداعهم، وتضليلهم، يهود أصبحوا يمتلكون إمكانيات هائلة، إمكانيات رهيبة اقتصادية وإعلامية.
ولكن كانت تلك النوعية - الذين هم بدو بالنسبة لهؤلاء - كان فيهم ما يكفي فعلاً من الخطورة البالغة إلى درجة أنهم من الممكن أن يصلوا بالمؤمنين من هم في زمن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، والرسول بين أظهرهم والقرآن يتلى عليهم أن يردوهم بعد إيمانهم كافرين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} أليست هذه حالة رهيبة؟. يقلب الأمة يقلب الناس من إيمان إلى كفر، ولم يكن فقط أن مجرد التضليل الذي يصل بك إلى درجة الكفر من حيث لا تشعر، أو التضليل الذي يأتي من قبلهم وأنت لا تشعر أنه من قبلهم ولو شعرت أنه من قِبَلهم لتمردت عليه. لا .
هم يستطيعون أن يصلوا بالأمة إلى درجة أن تلمس أن هذا هو من قِبَلهم هم اليهود، وستنطلق في طاعتهم، هم يستطيعون أن يصلوا بالأمة إلى أن تطيعهم هم، وهم بكامل مشاعرهم يعرفون أن هذا من قِبَل اليهود، أو أن هذا يهودي ويطيعونهم ؛ ولهذا جاء بالضمير {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}.
توحي الآية: بأن اليهود وهم دائماً في كل أعمالهم يلحظون جانب التكلفة ؛ لأن المال لديهم عزيز، المال ينظرون إليه كسلاح مهم جداً، لكنه لديهم أيضاً له مكانة كبيرة لديهم، فهم معروفون بالبخل والحرص لشدة نَهَمِهِم بالمال وجَشَعِهم عليه، فهم يلحظون أيضاً في جانب التضليل هو التكلفة، أن يضل الأمة وبتكلفة أقل، لا يريد أن يخسر كثيراً في تحويل الأمة إلى ضالة، لا يريد أن يخسر كثيراً وهو يتحرك لضرب الأمة حتى ولو عسكرياً، هذا من الدهاء الشديد .
فما هي أقرب الوسائل إلى أن يجعلوا الناس كافرين بعد إيمانهم، ضالين بعد هداهم، نفوسهم مسالمة بعد إبائهم؟. هو أن يصلوا بالمجتمع إلى درجة الطاعة.
من يتأمل في أعمال اليهود كانوا يلحظون هذا الجانب، وبخطوات متأنية وخطط دقيقة وقليلاً قليلاً إلى أن يصل بالأمة إلى أن تطيعهم، بل أن يتحول الناس إلى دعاة لطاعتهم، وحينئذٍ لا يخسرون شيئاً. يردون الأمة بعد إيمانها كافرة، بعد عزتها ذليلة، بعد مَنَعَتِها مقهورة وبتكلفة أقل، الشعور الذي لا يحصل عند أي شخص منا وهو يتشاجر مع الآخر ويتخاصم معه عند الحاكم، أليس كل واحد سيفتح [الشنطة]؟. كل واحد سيفتح [الشنطة] ولو فيها خمسين ألف سعودي أو مائة ألف سعودي ويشاجر بها حتى يقهر خصمه. ليس بتكلفة أقل، ليس لدينا هذا الحس في مقام الخصومة في ما بيننا هو أن أتشاجر ولو من منطلق أن أحاول أن أحصل على حكم شرعي وبالطرق الصحيحة عليك، لكن أريد أن يكون بتكلفة أقل، أليست هذه ستكون ميزة؟. فأصبحنا ـ تقريباً ـ لا نملك عقولا حتى في الصراع فيما بيننا ناهيك عن الصراع مع هؤلاء الدُّهاة، اليهود والنصارى .
ثم لماذا هم يحرصون أن يردوكم بعد إيمانكم كافرين؟. لماذا لا تتجه أذهانهم إلى مشاعر السيطرة وقهر الأمة والاستعباد لها بعيداً عن مسألة التكفير والتضليل؟. بعيداً عن مسألة أن يردونا عقائدياً في أفكارنا في ثقافتنا في مواقفنا كافرين؟ أي هم يحرصون على أن يروك كافراً، لماذا؟.
نحن قلنا: اليهود لديهم [خِبرَة دينية]، ماذا يعني خبرة دينية؟. هم يعرفون أن هذا الدين حق، ويعرفون أن المؤمنين متى أصبحوا مؤمنين لا يمكن أن يقهروهم، لا يمكن أن يقهروهم أبداً متى ما أصبح الناس مؤمنين حقاً. فمن منطلق البحث عن تَدْجِين الأمة وبتكلفة أقل، تصور قد يقال - بالعقلية العربية عقلية صدام ونحوه-: [لدينا الدبابات والطائرات والقنابل النووية فلندمر الأمة هذه]. أليست هذه عقلية عربية لدينا؟. إنفجار هائل وقهرناهم، ووطئت أقدامنا هامهم، لكن كم تكلفته؟. تكون مليارات الدولارات. آثارها سيئة جداً على اقتصادهم، والاقتصاد هو صمام مُهم في ميدان المواجهة.
وهم يفهمون حتى لو انطلقوا بهذا المنطلق، من منطلق القوة القاهرة والناس ما يزالون مؤمنين فلن يستطيعوا أيضاً أن يقهروا المؤمنين.
اليهود مؤمنون بالله، هل تعرفون هذا أم لا؟هم مؤمنون بالله وكان يأتي منهم أنبياء كثير، وكان يأتي منهم هداة، ويأتي منهم مصلحون، ولديهم [خبرة دينية] لديهم تاريخ آلاف السنين عرفوا أحداثا كثيرة في مقام الصراع فيما بينهم وبين الآخرين، كيف أن الإيمان كان هو العنصر المهم في أن تحظى تلك الفئة المؤمنة بنصر الله، ومتى ما حظيت بنصر الله وتأييده فلن يقهرها شيء. حصل لديهم درس هم في قصة [طالوت وجالوت] التي نقرأها في القرآن {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية251) .
إذن فكيف نعمل بالبشر حتى نقهرهم وخاصة هؤلاء المسلمين؟. كيف نعمل؟.
أليسوا الآن يمتلكون [قنابل نووية] و[قنابل ذرية]؟.، أليسوا هم من يمتلكون الصواريخ بعيدة المدى؟. أليسوا هم من يمتلكون الأسلحة الفتّاكة؟. لكن هل فكروا في الدَّمْدَمة هذه؟. لا. يدمرونا أولاً من الداخل فيفصلون فيما بيننا وبين الله، فمتى ما فصلوا فيما بيننا وبين الله وأصبحنا بعيدين عن أن نحظى بنصر الله أمكنت السيطرة علينا.
بل هم يفهمون بأنه أيضاً من الممكن أن يتحول الله إلى طرف آخر يضرب معهم هؤلاء -وهذا ما توحي به الآيات فعلاً- أنهم هم من جهة يضربون والله من جهة أخرى أيضاً سيضرب، وهذا فعلاً ما سيحصل، لماذا؟. أولئك من منطلق العداوة، والله سبحانه وتعالى من منطلق الغضب على هؤلاء ؛لأنهم لم يكونوا جديرين بأن يحظوا بنصر الله، لم يهتدوا بهداه، وهم برزوا في الساحة باسمه وممثلون كطرف عنه، أليسوا هم من يسمون أنفسهم جند الله؟.، إذن فأنتم سُبّه إن لم تهتدوا بهديي، إن لم تلتزموا بهديي ونهجي فستصبحون جديرين بأن تُذلوا، فيتخلى عنا هو، بل يُذلنا بل يضربنا هو سبحانه وتعالى.
لماذا؟؟؛ لأن المسؤولية علينا أكثر وموقفنا أيضاً بالنسبة للبشرية عامة هو أخطر.
لماذا؟؟؛ الأمة هذه العربية لو نهضت إسلامياً على هدي الله، أما كان من الممكن أن تهتدي البشرية كلها على يديها؟. أما كان من الممكن أن يسود العالم كله دين الله؟. أما كان من الممكن أن يسود العرب هم العالم هذا؟. فكل ما رأيناه في هذا العالم، العرب بتخليهم عن دين الله وعن هدي الله يمثلون عاملاً أساسياً فيه، ليس فقط الآخرون. إذاً فأنت من أضعت أنت - بانصرافك عن هديي بانصرافك عن نهجي، بانصرافك عن أعلام الدين - أنت الذي أضعت ديني، أضعت عبادي جميعاً ؛ لأن الله سبحانه وتعالى يهمه أمر عباده جميعاً، لكن عن طريق من؟. - كما اقتضت سنته- عن طريق بعض عباده، إذا لم يتحمل هذا البعض المسؤولية فإنه هو من يجني على البشرية كاملاً، وهذه حقيقة أليس صحيحاً لو أن العرب هم من التزموا بالدين فإن الله قد وعد بأن يظهره على الدين كله؟، وأمرهم أن يقاتلوا حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
{يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ } حينئذٍ عندما تصبح كافراً، يصبح من السهل على اليهود أن يضربوك، لأنهم قد فصلوك عن الله، وستكون في نفس الوقت بدلاً من أن تكون محط عناية الله وتأييده تصبح محط ومحل غضبه الله - نعوذ بالله من غضبه- وإذلاله وتعذيبه.
هل من المحتمل أن يحصل هذا، الآية توحي فعلاً، هو يتحدث عن حقيقة، وتسمى آيات الله حقائق. {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) وهذا الاستنكار يعني أن موقفكم هو مما يثير الاستغراب فعلاً، ((قد تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله))، وهذا شيء مدهش جداً، شيء مزعج جداً، كيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله؟!!. وبمجرد تلاوتها ناهيك عن فهم معانيها، وفهم أعماقها وفهم ما توحي به، فإن مجرد تلاوتها وسماعها فيه ما يكفي للهداية.
{وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) وهي حقائق وأعلام، ولهذا سميت آيات، هي أعلام على حقائق، حقائق من الهدى، حقائق من واقع الحياة، حقائق من مستقبل الغيب، حقائق في كل ما تحكيه.
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) ربكم، آياته ليست صحفاً [صحيفة الحياة] أو [صحيفة الشرق الأوسط]. آيات هي من قِبَل من؟. من قِبَل الله الذي هو ربكم، الذي هو الرحيم بكم، الذي هو الهادي لكم، الذي هو اللطيف بكم، الذي هو إلهكم وملككم يهمه أمركم، آيات الله، هل أنتم بعد لم تعرفوا الله، وتعرفوا موقفه منكم، وتعرفوا أنه يهمه أمركم، أنه رحيم بكم، أنه لطيف بكم، أنه حكيم، أنه عالم الغيب إنه... الخ؟. أليس هذا شيئاً مدهشاً؟!.
ممكن يقول: وأنتم تتلى عليكم صحيفة كذا، أو كتاب البخاري، أو كتاب فلان، فتقول: لكن هذا الرجل أو هذا الكتاب أو هذه الصحيفة لا يهمها أمرنا، وإن أدت نصائح فليست بالمستوى الذي يهمه أمرنا لدرجة عالية. لكن أما الله سبحانه وتعالى هو رحمن رحيم، وجاءت (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل سورة تؤكد إنما يتلوه على الناس من آياته، وما يهديهم إليه، وما يشرّعه لهم هو كله من منطلق أنه رحيم بهم ورحمن بهم.
{وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} إضافة إلى القرآن وفيكم رسوله. لا حظوا الإضافات هذه [آيات الله، رسوله] ألم تأتي كلها مضافة إلى الله؟. هو عندما يرسل رسولاً هو يصطفي رسلاً من نوعية معينة، يصطفي رسلاً لا يأتون إلى البشرية ليتحكموا عليها من منطلق الجبروت والهيمنة والاهتمام بالمصالح الخاصة، رسلاً يصطفيهم الله سبحانه و تعالى رحمةً للعالمين، يحملون هَماً كبيراً و يحملون اهتماماً كبيراً بأمر الأمة.
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة:128). هذا الرسول الذي قال {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} وليس رسول كسرى، أو رسول ما أدري من، أو وفيكم خبير أمريكي، أو فيكم خبراء ألمان، أو فيكم قانونيون.! {وفيكم رسوله} آياته ورسوله، آياته تتلى عليكم ورسوله يتلو عليكم، فكيف تكفرون؟.
هل نقول بأنه فعلا قد لا يكون هناك حصل حالة كفر ؟ بل حصلت {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}(الحشر: من الآية11) ألم يحصل هذا؟. المنافقون أليسوا من وسط المؤمنين؟. من وسط المجتمع الذي كان يتلى فيه آيات الله وفيه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ؟. إخوانهم أصبحوا يشعرون بمشاعر الأخوة نحوهم وأصبحوا كمثلهم وشأنهم شأنهم،وحكمهم حكمهم.
أناس يمكن أن يكفروا وهم في نفس الوقت تتلى عليهم آيات الله وفيهم رسوله، ما هؤلاء؟. ماذا يمكن أن نقول فيهم؟. هل هناك أحط مستوى من هذا النوع؟. لا. ولا حتى الأنعام ليست أحط مستوى ممن يمكن أن يكفر بطاعته لليهود، وهو يعلم أن اليهود أذلاء، وهو يعلم أن اليهود أعداء لدينه، وهو يعلم أن اليهود حاقدين عليه، وهو يعلم خبث اليهود، ومكرهم ثم يطيعهم فيكفر، في نفس الوقت الذي تتلى عليه آيات الله وفيه رسوله، أليست هذه نوعية سيئة جداً؟.
لكن لاحظ يظهر في المجتمع أيضاً من هم أسوء من هؤلاء المنافقين ومعظم المنافقين ما كانوا كافرين بمعنى منكرين للقرآن أو منكرين للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ، بل هم مؤمنون بأن هذا هو القرآن وأن هذا هو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لكن ينطلقون منطلقات أخرى بسبب قلة وعيهم، وبسبب جهلهم بالله سبحانه وتعالى جهلهم بمعرفة الله بالشكل الذي كان يمكن أن يخلق في نفوسهم خشية لله، اهتمامهم بمصالحهم، اهتمامهم بنفوسهم، {يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ.....}(الحشر: من الآية11) .
ثم لاحظ هؤلاء المنافقين هم أنفسهم ألم يكونوا يشكلون خطورة في ذلك المجتمع الذي كان فيه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ؟. فأصبحوا هم من كانوا يؤثِّرون على الكثير فلا ينفق الكثير، فلا يخرج مع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ويتخلف عن الجهاد معه.
تأتي حملة رهيبة في القرآن الكريم على المنافقين؛ لأنهم كانوا شديدي التأثير وكثيري التأثير على المجتمع الذي فيه آيات الله وفيه رسوله، لدرجة أن الله قال عنهم {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}(المنافقون: من الآية4) لماذا احذرهم؟. هل لأنهم يعملون في أوساط الكافرين؟. أو أنهم كانوا يعملون في أوساط المؤمنين أنفسهم؟ في أوساط المسلمين فيجعلونهم يتخلفون عن رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ولا يهتمون بمقام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولا يهتمون بما يصدر منه، ولا يخرجون معه للجهاد إلا متثاقلين، ويتعبونه جداً ويقلقونه جداً.
رجع عبد الله بن أُبَيّ بثلاثمائة رجل عندما خرج رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) إلى غزوة [أحد] استطاع أن يرجع بثلاث مائة إلى المدينة الذين تخلفوا عن رسول الله ثلاثمائة، فعل هذا منافق واحد.
من يتأثر بمنافق عربي وآيات الله تتلى عليه وفيه رسوله، سيعبد يهوديا وليس فقط سيتأثر بيهودي، سيتحول إلى كافر على يد يهودي، وسيرى نفسه في يوم من الأيام يـعبد اليهودي كعبادة الناس للشيطان؛ لأن المنافق العربي أقل دهاء من اليهود، أقل خبرة، أقل فهماً، أقل دهاء، أقل ذكاء من اليهود، فإذا كان منافقين عرب من أهل المدينة وممن حول المدينة هم قد يكونون تأثروا تأثيراً قليلاً باليهود فأصبحوا منافقين مزعجين، فأصبحوا مؤثرين فالمجتمع الذي يتأثر بالمنافق العربي البدوي سيتأثر باليهودي فيتحول إلى كافر، اليهودي الذي يمتلك تاريخاً من الخبرة قوامه أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ويعرف هذا الدين أكثر مما يعرفه المنافق العربي. لو تلاحظوا حتى فعلاً منافقين العرب في زماننا ألم يتحولوا إلى خدام لليهود؟. وعن بُعْد يشغلونهم [بالريموت]، عن بُعد.
فتأتي الآية هي فعلاً تحكي أن هناك وضعية خطيرة حتى على الرغم من وجود النبي ووجود القرآن {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}(آل عمران:100) وهل هناك أبعد من الكفر؟.
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ...} لا حظ كأنه يحكي بأنه قد حصل منهم، أحياناً عندما تكون حالة الإنسان أو حالة المجتمع مهيأة لأن تسودها ظاهرة معينة يصح أن يُحكى عنها وكأنها قد وقعت.
{وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) هنا قد نضل بيهودي عربي متأثر بيهودي بدوي.
{وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) توحي الآية أيضاً: بأنه لا بد من هداية الله على هذا النحو، وأن الأمة تحتاج إلى هدي من الله بشكل كتب وإلى أعلام للهدى قائمة، تحتاج إلى أعلام للهدى قائمة. لم يقل:{وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101)، هل اكتفى بهذا؟. لم يكتف بهذا {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) عَلَم منكم، رجل منكم، عَلَم للهدى يحمل هذا القرآن، ويدور حوله، ويهديكم بهديه، يحمل رحمة القرآن، ويحمل هدي القرآن ـ والقرآن ينزل في تلك الأيام آية، آية على مرأى ومسمع منهم ـ وهو رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي يعرفونه بشخصه، ويعرفونه بمواقفه، يتحرك بينهم، ومع هذا يمكن أن يضلوا بمنافق يعتبر عميلاً أو متأثراًَ بيهودي، يكفر بطاعة فريق من أهل الكتاب!.
وأولئك اليهود كانوا أقل دهاء وأقل خبثاً، بل كانوا فعلاً يعدون "بدو" بالنسبة ليهود اليوم، والكتاب هو كتاب للعالمين إلى آخر أيام الدنيا، والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هو رسول للأمة إلى آخر أيام الدنيا، والقرآن هنا ينص على أن الأمة بحاجة إلى القرآن وبحاجة إلى عَلَم يتجسد فيه القرآن هو امتداد للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ووارث للرسول صلوات الله عليه وعلى آله في كل عصر من العصور، أليس يعني هذا: بأن الأمة ستكون أحوج ما تكون إلى أعلام للهدى تلتف حولهم؟. هم يجسدون القرآن ويهدون بالقرآن، ويرشدون الأمة بالقرآن، ويعملون على تطبيق القرآن في أوساط الأمة.
أم أن الله سبحانه وتعالى لم يهتم بالأمة هذه؟!. فكتاب ورسول هو سيد الرسل لمجموعة من البشر في زمن محدود ثم يقول هذا الدين هو كله للعالمين، وهو يهددنا ويحذرنا من أهل الكتاب وهم [بدو] مقابل أهل الكتاب الرهيبين الشديدين في مكرهم الذين يمتلكون إمكانيات هائلة، ثم لا يضع حلاً للمسألة!!.
الحل هو نفس الحل: لا بد للأمة من أعلام تلتف حولها، هم أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) .
{وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) هذه آيات الله قائمة فينا، لكن عندما فُقدت الأعلام ألم يضع الكتاب نفسه؟. - ضيعناه نحن ولم يضع هو -، ألم تضيع الأمة الكتاب عندما أضاعت الأعلام؟. أم أنه ليس هناك إشكالية؟. هذه نقطة مهمة. أن من قوله {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} بعد قوله {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) إذا قلنا وأنتم تتلى عليكم آيات الله، [حسبنا كتاب الله]، ألم يقلها عمر؟. لكن كتاب الله تحتاج الأمة إلى من يجسده - تحتاج الأمة ولا يصح أن نقول: يحتاج، يحتاج.. هذه عبارة ليست مؤدبة - ولكن نقول الأمة تحتاج إلى من يهديها به، تحتاج إلى من يجسد قيمه، تحتاج إلى من يفهم آياته فيرشدها بهديه وإرشاده، الأمة تحتاج إلى هذا.
فعندما رأت نفسها مستغنية ما الذي حصل؟. هل اهتدت فعلاً بالقرآن؟. لا، بل ضلت ولم تهتد بالقرآن، وبدلاً من أعلام الحق يصعد لها أعلام سوء، وأعلام شر، وأعلام باطل هذا الذي حصل، فضلت عن القرآن، وبدلاً من أن يكون لها أعلام حق وأعلام هدى يبرز لها أعلام شر وضلال على امتداد تاريخها، وتتعبد الله بولائهم.
وما أسوأ أن يتعبد الإنسان ربه بالضلال، ما أسوأ أن تتعبد الله بضلال، ولهذا ضللت ثم رأيت الضلال حقاً فأصبحت تتعبد الله بضلال، والله هو المن‍زه أن تقصر أنت في طاعته بالحق الذي هو حق، متن‍زه، لا يليق بك أن تقصر في طاعته بالحق الذي هو حق صريح، أما أن تتعبد الله بالضلال فهذا شيء لا يليق بالله إطلاقاً، لا يليق بكماله إطلاقاً.
ثم إن الضلال يتجه نحو من هو شر، أن أتعبد الله بأن هذا هو عَلَم من أعلامه، وهو نفسه ممن يخالف كتاب الله ويخالف رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، هو نفسه ممن ضرب الأمة وأهان الأمة، هو نفسه ممن يحمل الباطل من قمة رأسه إلى أخْمص قدميه، أنا أتعبد الله بأن هذا هو بيني وبين الله، هو عَلَم من أعلام الله أليس كذلك؟. معنى ذلك أنه إن كان الله شراً، وكان الله ناقصاً فيمكن أن يكون هذا علم من أعلامه فأنت تدنس الله -إن صح التعبير- أن تتعبده بتولي هذا ؛لأن هذا لا يليق بأن يكون فيما بينك وبينه، {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً}(الكهف: من الآية51) عضداً أو مساعدين أو عوناً فيما يتعلق بهداية عبادي، لا يمكن .
لكن تصبح المسألة إلى هذه الدرجة أن يتعبدوا الله بالضلال فيتولى ذلك الشخص ويصلي عليه كما يصلي على محمد وآله، يصلي عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين فيدخلهم في الصلاة التي هي كلمة لها معاني رفيعة، لها معاني سامية جداً، ولها -فيما توحي به- معاني مهمة جداً؛ من أجل أن تشمل أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعائشة وفلان، وفلان [أجمعين].
إذن فالأمة تحتاج في تاريخها إلى القرآن - وهو قائم بين أظهرنا - لكن ((رسوله)) هل كان رسول لتلك الفترة إذاً فنحن يا الله لماذا تضيعنا؟. فترة قصيرة هي ثلاثة وعشرين سنة أو خمسة وعشرين سنة تعطي أهلها وهم لا يتجاوزون آلافاً معدودة تعطيهم رسول الله هو سيد الأنبياء والرسل، ثم تضيعنا من بعد فلا تهدينا إلى أعلام، ولا تجعل لنا أعلاما، ولا ترشدنا إلى أعلام، يقوم فينا خلفاء لرسولك (صلواتك وسلامك عليه)، يهدون الناس بهديه ويجسدون قيمه ومبادئه ويسيرون بالناس سيرته فيلتف الناس حولهم. لا يجوز هذا على الله إطلاقاً، لا يجوز على الله وإلا كان منافياً لرحمته، ونحن من نقرأ في كتابه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(الفاتحة:1ـ 2). {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم} أليست كلها في بدايتها [بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ]؟.
وكلمة [رحمن رحيم] فيما تعنيه جملةً المبالغة في الرحمة، كما تقول: [الأخ العالم العلامة]، ألسنا نقول هكذا في رسائلنا: العالم العلامة؟، [عالم وعلامة] اشتقاقها واحد.
وضل المفسرون في معناهما فقالوا: رحيم بمن؟. ورحمن بمن؟.، رحيم في الدنيا و رحمن في الآخرة، فيقسمون رحمته ! هي فيما تعطيه جملةً تدل على المبالغة الشديدة في رحمته، في التعبير عن رحمته بنا.
[رحمن رحيم] عبارة واحدة تنظر إليها كعبارة واحدة، وهذا في لغة العرب تستعمل على هذا النحو تكرير الصيغتين ذات جِذْرٍ واحد، بصيغتين مختلفتين في الظاهر واشتقاقهما واحد للمبالغة جملةً الرحيم، الرحيم، الرحيم وكأنه يقول هكذا.
فأين رحمته ـ إن جَوّزنا عليه هذا ـ إن جوزنا عليه أن يهتم بسكان الجزيرة العربية خلال فترة ثلاثة وعشرين سنة، وأمام يهود مساكين مستضعفين " بدو "، لم يكونوا على هذه الخطورة العالية، ثم يموت نبيه فيغلق ملف هدايته ورحمته ولطفه، ثم يقول: هناك الجنة وهناك جهنم، جهنم يسعرها بعد أن أغلق ملف هدايته ورحمته، هل هذا يليق بالله؟. لا يليق بالله سبحانه و تعالى، ولا يجوز أن تعتقده، بدليل أن الأمة في واقعها بطبيعتها لا يمكن أن تتخلى عن هذا، حتى وهي تسير في طريق الباطل تحتاج إلى أعلام للباطل، ولن تتخلى، أنت لا تستطيع أن تعيش في ذهنيتك بدون أعلام، تعدل عن هذا لكنك ترجع تلقائياً إلى هذا، أليس هذا الذي يحصل؟.
متى ما جاء شخص كره [السادة] ولا يريد [السادة] فإلى أين يذهب؟. يكون فاضي؟!. تراه يميل إلى من؟. إلى [مقبل، الزنداني، ابن باز، ابن تيمية، البخاري ومسلم، أبو بكر عمر، عثمان، عائشة]، أليس هذا يحصل؟. لا يوجد إنسان يكون فاضي من الأعلام. لا يمكن أن تكون فاضي نهائيا؛ لأنك في نهاية المطاف إما أن يكون الله هو الذي في ذهنك، هو الله الذي أمامك أو يكون الشيطان. هل هناك شيء غير هذا ؟.
من الذي يستطيع أن يكون بعيداً عن أن يكون عَلَمُه هو الشيطان إذا لم يكن ماشياً على هدي الله؟. لا أحد. المسألة من أساسها سُنّة بشرية، فطرة بشرية لدى الإنسان يحتاج إلى أعلام سواء للحق أو للباطل، والحق أيضاً يحتاج إلى أعلام والباطل يحتاج إلى أعلام.
الباطل لا ينـتشر من الأشخاص الذين هم في الشوارع مساكين تائهين، وعمل حديث وأطلقه، فجاءت الأمة تلتقطه ثم تعممه في مدارسها، هذا لا يحصل.
ينتشر الباطل من داخل أعلام رموز هم من يَلُوا أمر الأمة، أو يكونوا كعلماء في وسط الأمة فيصبح [قاضي القضاة]، أو يكون له لقب من هذا الألقاب، أو [إمام المحدثين]، فيأتي من هنا التضليل، ويأتي من هنا الانحراف، ويأتي من هنا الكذب، ويأتي من هنا الباطل فيعمم على نطاق واسع ؛لأني تلقيت الباطل من عَلَم، فبقدر ما لهذا العلم في نفسي من مكانة بقدر ما هيئت نفسي لتقبل هذا الباطل من جانبه، ليس هناك باطل ينتشر من الناس المساكين الفلاحين الذين يكونون بين أموالهم أو في الشوارع مُتَخبِّطين، لا يمشي الباطل من بينهم، التحريف الذي هو باطل كتحريف لمعاني القرآن أو وضع ثقافة باطلة.
من الذي يستطيع أن يعمم ثقافة باطلة؟. أليست هي الدول؟. والدول بواسطة من ؟ بواسطة علماء يخدمونها من صحابة أو من تابعين أو من غيرهم من بني البشر.
فالباطل نفسه يحتاج إلى أعلام، وما بين أيدينا لم ينتشر تلقائياً، إنما عن طريق أعلام شدّونا نحوهم، ثم قالوا هذا هو دينهم هذه هي عقيدتهم، هذه هي سيرتهم، هذا هو ما كانوا عليه، فالتزموا بما كانوا عليه، وأصبحوا يملئون أنفسنا، هكذا يكون انتشار الباطل، ولا بد في نفس الوقت أن الحق يسري على هذا النحو.
إذاً فالحق يأتي عن طريق أعلام لهم مكانة في نفوسنا، أعلام نجلّهم، ، أعلام نحترمهم، أعلام ندين بحبهم، أعلام نعرف تاريخهم المشرق، أعلام نعرف كيف كانوا يجسدون القيم الصالحة، كيف كانوا رحماء بالأمة، من خلال حبي لهم وانشدادي لهم وإجلالي لهم أتحلى بما كانوا يتحلون به، أدين بما كانوا يدينون به، فمن هنا يأتي تقبل الحق.
نفس الشيء الذي أحيط به كل مصادر هداية الله سبحانه وتعالى بدأ من القرآن الكريم، بدأ منه هو سبحانه وتعالى، ألم يقدم نفسه هو كعظيم لدينا، كعظيم نعظمه، نُجِلُّه، نقدسه ليملأ مشاعرنا لننطلق في التمسك بهديه، إذا كان الله لا قيمة له عندنا فمن الذي يتمسك بهدي من لا قيمة له عنده؟. أليس نسيان الله يؤدي إلى أن ينسى الإنسان أن يهتدي بهديه {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ}(التوبة: من الآية67) .
كذلك كتابه الكريم، ألم يثنِ الله في كتابه الكريم الثناء العظيم {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ) (عبس:15ـ11) أليس هكذا تحدث عنها، يثني على القرآن الكريم بأنه كتاب حكيم، بأنه نزله من يعلم السر في السماوات والأرض، بأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنه هدى، أنه نور، أنه شفاء، أنه موعظة، أنه .. أنه... لدرجة أن تملأ نفسك مشاعر الإجلال والنظرة إلى العظمة في هذا الكتاب فتهتدي بهديه.
إذا كنا نحن، ونحن الشيعة لم نصل بعد إلى درجة أن نؤمن بما توحي به هذه الآية وتنص عليه كحاجة ماسة {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} (آل عمران: من الآية101) وأنه يرشد إلى منهج وقدوة، أليس كذلك؟. يرشد إلى كتاب، ين‍زل من عنده، ورسول يصطفيه من عباده، رسول هو خاتم النبيين، فلا بد أن يكون هناك أعلام للأمة من بعده يسيرون بسيرته، وليكن في المسألة كفاية، لأن يكون من جهة الله هو يرى أن فيها الكفاية للأمة.
ورثة من أهل بيت نبيه، هم لا يرقون بالطبع إلى درجة أنبياء، إنما هم ورثة لنبيه يسيرون بسيرته يهدون الأمة بهديه، يكونون هم أعلام دينه وأعلام هديه، تلتف الأمة حولهم.
تحتاج الأمة إلى أن تهتدي عن طريقه بالكتاب الذي نزل بلغتها، على الرغم من أنه نزل بلغتها، أو أنه نزل بلغة لا يفهمها إلا محمد صلوات الله عليه وعلى آله ؟. أم أنه بلسان عربي مبين. إذاً لا نحتاج إلى أحد فهو بلسان عربي مبين، نحن عرب لا نحتاج إلى أحد، إذاً فاذهبوا مع السلامة، أنت وصلّت المكتوب والرسالة ومع السلامة، كما كان يقول الوهابيون، كانوا يتثقفوا بهذه الثقافة، ولهذا اضمحلت جداً عظمة رسول (صلوات الله عليه وعلى آله) في نفوسهم، قالوا: محمد هو رسول الله جاء برسالة وذهب، هكذا كانت عبارة معروفة لديهم، بدوي جاء برسالة، جاء بمكتوب من عند الله وذهب.، {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ} (فصلت: من الآية6)، هو بشر جاء بمكتوب وذهب، كانوا يقولون هذه العبارة يحكيها [دحلان] وغيره، هم كانوا يكرروا هذه.
نحن شيعة لأهل البيت (عليهم السلام) وبالذات نحن [الزيدية] هم من وُوجِهوا بحملات كثيرة ضد أهل البيت (عليهم السلام)، كثير من الناس لا تشعر بأنه فعلاً أصبح يؤمن بهذه القضية فعلاً، مجرد احترام عادي وتقدير وصداقة، لكن لو يدخل في مشكلة مع أحد بعضهم قد يقلب عقيدته إلى عند الإمام علي (عليه السلام). نحن لا ينبغي أن نكون بهذه العقول، بهذه النفوس الصغيرة نفهم دين الله.
كما قال الإمام الخميني ((إن الإسلام أسمى مما نتصور)) هو شخص صعد عظيماً وهز الدنيا مع هذا كان يصيح بعظمة الإسلام، ويقول في نفس الوقت ((إن الإسلام أعظم وأسمى مما نتصور))، وفعلاً إذا بقيت الأمة وخاصة نحن [الزيدية] لم نؤمن بعد بهذه المسألة، إنه فعلاً ثقلين لا بد منهما ((كتاب الله وعترتي)) كما قال هنا {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ} (آل عمران: من الآية101) أليس المعنى واحد؟. والتعبير واحد؟.
ويمكن أيضاً أن نقول أننا مغبونين - إذا أردتم الصدق - أن الله يقول لأولئك الناس -وهم مجموعة من البشر وخلال ثلاثة وعشرين سنة- {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ} (آل عمران: من الآية101) تتن‍زل {وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) سيد البشر موجود بينكم، ألسنا نحن المغبونين قليلا ؟.
معنا كتاب الله ولا زال يواجه بالتشكيك بأنه إنما جمع من خَزَف وأضْلاع وقراطيس وجمعها أبو بكر، لولا أبو بكر كان يمكن أن ينتهي القرآن، وفلان كان عنده آية وفلان نسي آية، وسورة كانت أطول من هذه ولكن القرآن استطاع أن يدحض كل هذه المقولات فرق كبير بين من يرى محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) وهو ين‍زل عليه الوحي ثم يستيقظ من وحيه فيقرأ عليه الآية، أليس كل شيء طري؟.
{وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) وفيكم رسوله سيد البشر، من حكى الله عنه بأنه {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(التوبة: من الآية128) }، وهو واحد عَلَم يرونه، أما نحن فعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أليست المسألة أقل؟. لكنها كافية، ونريد أن نتنكر للقليل الذي يكفي، فما هو البديل إذاً ؟. ما هو البديل إذاً؟.
نحن حتى عندما نؤمن بالثقلين كتاب الله وعترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ربما - وإن كانت عبارة غير مؤدبة لكن لنعرف نفهم نحن أنا نحن المغبونون لم تصبح وضعيتنا كوضعية من كان في حياة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ونحن في زمن أطول، ونحن من وُوجِهْنا من قِبَل أعداء أشد خبثاً وأكثر قوةً، أليس هذا الذي حصل؟. لو نريد أن نُقاصي الله، ولولا أنه يعلم أن في المسألة كفاية لكان بالإمكان أن نقول: كان تنعكس القضية كان اجعل محمداً يأتي في القرن العشرين وقت الشدة وقت الأزمات، لكن لا ؛ لأن الله يعلم أن في المسألة كفاية وفوق الكفاية، أن عترته صلوات الله عليه وعلى آله فيهم كفاية وفوق الكفاية، أن يكونوا أعلام للأمة، ومع هذا نقول: لم تسوغ لنا المسألة، ولا نريدهم!.
يا أخي لو تنظر إلى واقع القضية أنت المظلوم - بعد أن تؤمن وتقبل - بالنسبة لما كان للناس في مجتمع النبي نحن مغبونون، لو لا ثقتنا بالله سبحانه وتعالى أنه سيجعل في هذه الأمة من بعد حياة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) منهم أزكى وأقوى وأعظم نفعاً للإسلام والمسلمين ممن كانوا في أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ما عدا الإمام علي (عليه السلام) والأقلية منهم.
ولهذا في حديث صحيح أن النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يسمى أناساً سيأتون من بعده ((إخوانه)) -لا أذكر نص الحديث- أنه كان يتأوه على إخوانه، قالوا: نحن إخوانك يا رسول الله. قال : لا، إخواني الذين سيأتون من بعدي فيروا كتباً - أو بعبارة تشبه هذه - فيؤمنون به ويصدقون به.
رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله نفسه كان يُقَدَّر لمن يأتي بعده أنه ممكن أن يكون بعده ممن هم في واقع المسألة لم يحظوا بما حظي به من كان في مجتمعه، وفي حياته من مشاهدة القرآن ين‍زل، ومشاهدة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يتحرك حياً بين أيديهم، لكن الله سيرعاهم فيكون منهم من سيصبح إخواناً للنبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، فوق درجة أن يقول: صحابي صاحب النبي.
ولهذا كان الحديث محرجاً حتى حاول الكثير أن يقولوا فيه: هي فضيلة عظيمة لكنها لا ترقى إلى درجة الصحبة، مع أن الحديث ينص أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله عندما كان يتكلم بهذا الحديث ((إخواني، إخواني قالوا نحن يا رسول الله؟. قال : لا إخواني من سيأتون من بعدي)). أليست كلمة ((إخواني)) بهذا المعنى أرقى من كلمة (أصحابي) ؟. يعني ماذا؟.
أن الله حي قيوم وموجود يستطيع أن يجعل فيما بين المسلمين الكفاية. [فرق كبير بين من يتلى عليه القرآن من فم رسول الله وهو ينزل طري وبين] كتاب تعرض للهزات من قِبَل المسلمين أنفسهم: نزل على سبعة حروف، نزل على سبع قراءات، إلى حد الآن لم يعرفوا ما هي هذه الحروف، أناس قالوا: سبع لغات، وأناس قالوا: كذا، لحد الآن لم تتميز المسألة فعلاً، وأنهم كانوا يتضاربون أناس يقرؤون كذا، وأناس يقرؤون كذا، ثم أحرقوه وبقي نسخة واحدة جمعها عثمان وطبع عليها ووزعها في المناطق. وعَظْمِي كان فيه آية، وعظمي فيه آية أخرى، ولوح من هنا.
اقرؤوا كتاب [علوم القرآن] للقطان ؛لتجدوا كيف تعرض القرآن الكريم لهزات لولا أنه محفوظ من قبل الله لكانت فيه سور أخرى واحدة لمعاوية، وواحدة لعائشة، وواحدة لأبي بكر، وواحدة لعمر، وواحدة لعثمان، لكن الله سبحانه وتعالى حفظه.
من أجل من ؟حفظه حتى ممن رأوا النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) من أجل أن يصل إلينا نظيفاً وسليماً. أعتقد أنه حفظه حتى ممن كانوا في زمن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ؛لأنهم بعد موته كانوا يشكلون خطورة عليه كثير منهم، معاوية ألم يعاصر النبي أليس صحابياً؟.، عمر بن العاص أليس صحابياً؟.، المغيره بن شعبة وعائشة أليسوا صحابة؟. لكن لا يوجد مجال وإلا كان معاوية يختلق لك عشرين مصحفاً، يجعل لبني أمية سورة، وفي أهل البيت (عليهم السلام) سورة تكون لعناً وسباً.
اختلقوا حديثاً في أهل البيت ((إن آل أبي طالب ليسو لي بأولياء)) أن رسول الله قال كذا، لكن كَبُرت عليهم المسألة، حتى المحدثين تحاشوا أن يصدروها في كتبهم، فجعلوا بدلها ((فلان)) ((إن آل أبي فلان ليسو لي بأولياء))! قالوا هذه كبرت، لكن السند صحيح رواه فلان عن فلان ثقة ضابط، طبعاً [ضابط] أموي، برتبة [عميد].!
أقول نحن فعلاً [الزيدية] إذا لم نصل إلى القناعة بهذه المسألة بالثقلين، وأن نتحرك في إطار الثقلين فسنظل أخذل الأمة وأضعف الأمة، أتعرفون أننا الآن أضعف طائفة؟. وأننا الآن أقل الطوائف أم لا؟. تعال إلى المسلمين جميعا تجد المسلمين تحت أقدام اليهود، تعال إلى الشيعة تجد الشيعة طوائف متعددة كلها في وضعية جيدة احترمت نفسها، لماذا؟. لأنها -ربما- ليست المسئولية موجهة عليها بشكل كبير كما هي موجة إلى [الزيدية]، [الإثنا عشرية] محترمون ولديهم دولة ولديهم أحزاب قوية، ولديهم إمكانيات هائلة وصحف ومجلات ومطابع وأعلام وأشياء كثيرة يملئون الدنيا بها. [المكارمة] من يحسبوا أنفسهم على الشيعة، ونحن بعد لم نعترف بهذه النسبة، [الباطنية] في حراز وفي الهند. [البُهْرة] هؤلاء من يعدوا أنفسهم من الشيعة الإسماعيلية كلهم طوائف وضعيتها جيدة.
ما الذي حصل للمكارمة في [نجران]؟ عندما تعرض واحد من طلاب سيدهم إلى إهانة أو استجواب من السلطة السعودية ماذا عملوا؟. عملوا ثورة في نجران وخرجوا في الشوارع وضرب بالبنادق حتى ضربوا مكتب الأمين نفسه، وكسروا سيارات، أقاموا لعبة داخل السعودية. [البُهْرَة] طائفة غنية، طائفة منظمة، لكن الزيدية يلعب بهم مدير مدرسة، أو يلعب بهم محافظ, أو سارق, أو مدير ناحية أو حاكم أو عسكري، يعني وضعية سيئة جداً، لماذا؟. ليس لأن أولئك لديهم الحق، تعال تصفح لن تجد عندهم الحق، لكن عند هؤلاء الحق وهم من أضاعوا المسؤولية، هم من أضاعوا مسئوليتهم هم فاستحقوا أن يذلوا كما قلت سابقاً.
ألم نصبح نحن كعرب أذلاء تحت أقدام اليهود والنصارى؟. ؛لأننا أضعنا ما استوجبنا به أن نكون تحت أقدام من قد أذلوا وضربة عليهم الذلة والمسكنة. ألسنا نحن الزيدية تحت أقدام السنيّة؟ ؛لأننا نحن من أضعنا المسؤولية الكبرى، ونحن من نتنكر لأهل البيت (عليهم السلام)، ولم نؤمن بعد بقضية الثقلين ((كتاب الله وعترتي))، وقد آمن بها الآخرون، إنما لم يطبقوها، آمنوا بها لأن الحديث صحيح، لكن ثُقِّفُوا ثقافة أخرى وانطبعت في نفوسهم عقائد أخرى وثقافة أخرى جعلتهم يعدلون عنها، وإلا فهم يؤمنون بها، نحن متى لم نؤمن بالثقلين فسنظل أذلا وليطل الزمن ما طال، ولن نحظى بعزة، ولا بقوة، ولا بتمكن، ولن نستطيع أن نقدم للإسلام شيئاً.
كيف نستطيع أن نقدم.. ونحن ندخل بنظرية ناقصة، هي نفسها تجعلنا ندخل إلى القرآن ناقصين، وننظر إليه بنظره ناقصة، نزعم أننا لسنا بحاجة إلى أعلام بينما الله يقول لأولئك -كما قلت سابقاً وأكثر من مرة- {وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ}(آل عمران: من الآية101) في مواجهة [بدو] من أهل الكتاب، أليس الحديث عن {إن تطيعوا فريقاً}؟. كان فريقاً أما الآن دول، أليس هذا صحيحاً؟، فريقاً يعني مجموعة من أهل الكتاب، أما الآن أنت تواجه الصهيونية بإمكانياتها الهائلة، وتوسعها في العالم، أنت تواجه دولا بأكملها، تعمل كلها جاهدة على أن تكفرك، أن تصل بك إلى درجة الكفر، تمتلك إمكانيات هائلة تعمل على دعم وسائل الضلال، [الدُّشَّات] هذه ألم يكن الدُّش بمائة وستين ألفاً أو بمائة وثلاثين ألفاً؟. ثبت بأخبار مؤكدة أنها دعمته الصهيونية من أجل أن ينتشر بين الناس برخص فيصل سعره إلى عشرين ألف، خمسة عشر ألف، والباقي عليهم، يعطوا الشركات المصنعة المبالغ التي هي قيمة هذه الأجهزة وتن‍زل لدينا برخص.
أتعرفون ما معنى الدعم؟. إذا كان هذا الجهاز تصنعه الشركات الفلانية فيصل قيمته إلى مثلاُ ألف دولار، الشركة - مثلا ً- يُدْفع لها تسع مائة دولار ويقال لها: بيعيه في السوق بمائة دولار، هذا هو الدعم.
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ}(آل عمران: من الآية101) نريد أن نعرف كم نحن من الزيدية هنا في هذا المكان قد نكون مائة شخص أو أقل، من يعرف بأننا نحن المائة هذه -ونحن نموذج لغيرنا- أن فينا على الأقل ثمانين في المائة مؤمنين بهذه القضية، مؤمنين بقضية الثقلين بوعي، أنها هي المسألة التي لا بد منها في الاهتداء بالدين ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي)) أليس هذا صمام أمان من الضلال في كل مجالات الدين في كل مجالات الحياة؟.
والضلال هذا الذي قاله الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لا يعني أنك تقع في معصية تدخل في باطل من هذا الباطل المعروف، بل الضلال بكله، الضلال في العقيدة، الضلال في الفكر، الضلال في الحياة، ما هو الضلال في الحياة؟. أليس هو التَّيْه، الجهل، الضَّعة، الذلة، افتقاد القوة، الشقاء، أليس هذا هو الضلال؟.
الإسلام هوجاء دين يهدي الأمة فيزكي النفوس، يعلّم الناس يطهرهم، يزكيهم، يجعل الحياة كلها سعيدة بالنسبة لهم، يجعلهم متمكنين في الأرض، كل خيرات الأرض تحت أيديهم، كل أسباب القوة بأيديهم، هذا الذي أراده الله سبحانه وتعالى للمسلمين، للعرب بالذات، لكن تنكروا لكل شيء فأصبحوا أذلاء وأصبحوا لا يمتلكون شيئاً، إلا ما كان فضلات مما لدى الآخرين.
حتى في المناهج الدراسية نحن ندرس نظريات قد عفا عليها الزمن، وقد تجاوزوها هم وأصبحت قديمة لديهم، سواء في الطب أو في الفيزياء، أوفي غيرها، وأصبحت غير مجدية كاملة أو بنسبة معينة، أصبحت معروفة لديهم، وقد تجاوزوها، وقد تعدوها بزمان، أصبحنا إلى هذه الدرجة لا نستطيع أن نصنع مثل هذه الآلة، أو قطعة الغيار الفلانية لا نستطع أن نصنع شيئاً.
هذا هو الضلال الذي تقع فيه الأمة، لكن لم يعش الناس ثقة بالقرآن، ولا عاشوا ثقة بالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، نظروا إلى القرآن ونظروا إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) وكأنه صاحب مهمة معينة، ومجال محدود، لا شأن له بالحياة وبأمور الحياة، بل نحن الذين سننظر كيف سنهدي أنفسنا، كيف نعمل في سبيل إخراجنا من هذه الأزمات. لدرجة أنه ماذا حصل؟.
أليس العرب الآن يبحثون عن السلام من أمريكا؟ من عدوهم، وهم يقولون ويصرحون أن أمريكا هي التي تدعم إسرائيل. أليس هذا من الضلال المكشوف؟. الضلال الذي لا يدخل فيه أحدنا، هل أنت ستذهب إلى عدوك الأكبر تطلب منه أن ينقذك من عدو ليس إلا يد من أياديه، وهو إنما يعمل لصالحه؟!هل سيفكه منك؟ لا .
في هذا الزمن لا بد أن يقف الناس موقفا صحيحا من أنفسهم، لم يعد الوقت وقت المجاملات والحياء والمداهنة، بل هو وقت مناقشة الحقائق، ومعرفة الحقائق، يكفي الناس ما يلمسونه من ذلة وإهانة وضياع لهم كمسلمين كعرب، يكفي. المفروض أن يبحثوا عن حل. الإنسان متى ما اشتد به المرض أليس يشرب الدواء ولو كان مراً؟. فالآن لنبحث عن العلاج، ولنقبل ولو كان مراً، مع أن العلاج من قبل الإسلام ليس مراً، لا يمكن أن يكون مراً، لكن نفهم أن وضعيتنا أصبحت وضعية مزرية، اعتقد أن العرب لو يفهمون وضعيتهم وقالوا: أنتم لن تتخلصوا من هذه الوضعية إلا بعد أن تُتَوِّجُوا ذلك الجَمَل وتجعلوه قائداً لكم، فإن من الطبيعي أن يسيروا وراء هذا الجمل، ويُتَوِّجونه ويجعلونه قائداً لهم، ويهتفون باسمه، ويصفقون له لأنهم في وضعية سيئة ناهيك عن الثقلين: كتاب الله وعترة الرسول أهل بيته.
هل كان أعلام أهل البيت (عليهم السلام) مر؟. غير مقبولين لدى الأمة؟، هل الإمام علي (عليه السلام) غير مقبول لدى الأمة؟. لماذا كان غير مقب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shaheed1.rigala.net
 
سلسلة سورة آل عمران (1 - 4) دروس من هدي القرآن الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي :: مكتبة انصار الله :: ملازم السيد حسين بدر الدين الحوثي-
انتقل الى: