ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اهلا وسهلا بكم في ملتقى انصار السيد عبد الملك الحوثي
نرجو منكم الضغط على زر التسجيل بالأسفل للاشتراك معنا

الإرهاب والسلام %D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
اهلا وسهلا بكم في ملتقى انصار السيد عبد الملك الحوثي
نرجو منكم الضغط على زر التسجيل بالأسفل للاشتراك معنا

الإرهاب والسلام %D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
كلمات من نور
الإرهاب والسلام Pic
نحن نعرف جميعاً إجمالاً أن كل المسلمين مستهدفون، و أن الإسلام والمسلمين هم من تدور على رؤوسهم رحى هذه المؤامرات الرهيبة التي تأتي بقيادة أمريكا وإسرائيل ، ولكن كأننا لا ندري من هم المسلمون. المسلمون هم أولئك مثلي ومثلك من سكان هذه القرية وتلك القرية، وهذه المنطقة وتلك المنطقة ،أو أننا نتصور المسلمين مجتمعاً وهمياً ، مجتمعاً لا ندري في أي عالم هو؟. المسلمون هم نحن أبناء هذه القرى المتناثرة في سفوح الجبال ، أبناء المدن المنتشرة في مختلف بقاع العالم الإسلامي ، نحن المسلمين، نحن المستهدفون .. ومع هذا نبدو وكأننا غير مستعدين أن نفهم، غير مستعدين أن نصحوا ، بل يبدو غريباً علينا الحديث عن هذه الأحداث ، وكأنها أحداث لا تعنينا ، أو كأنها أحداث جديدة لم تطرق أخبارها مسامعنا، أو كأنها أحداث وليدة يومها. السيد/ حسين بدر الدين الحوثي.
اخر الأخبار من موقع انصار الله
الإرهاب والسلام 276819_276009685777346_1625704919_q
موقع أنصار الله || عـــاجل مصرع ثلاثة اشخاص وإصابة اخرين في هجوماً شنته مليشيات الاصلاح على مواطنين في مديرية الشاهل محافظة حجة قبل قليل
.
البرنامج اليومي
1_الأستغفار وقت السحر 2_الصلاة في أوقاتها 3_قراءة القران الكريم 4_الدعاء لله تعالى 5_التسبيح 6_قراءة ملزمة الأسبوع
ملزمة الأسبـــوع
ملزمة: الصرخة في وجة المستكبرين
الف تحية لأخوننا في البحرين
الإرهاب والسلام Images?q=tbn:ANd9GcSIpcMqcRwPsdq_gMdrOVM33N5NqeokwehSwPImYwKDTGdsFWivYbMatnERXg
ارحل
الإرهاب والسلام Goout-gerald
لا للتدخلات الامريكية في اليمن
الإرهاب والسلام 304842_336535746439618_1066545539_n
صفحتنا على الفيس بوك
صفحتنا على الفيس بوك الإرهاب والسلام Facebook-128
للتواصل معنا عبر الهاتف
لتواصل معنا الإرهاب والسلام 132797625143
البريد الأكتروني
او عبر البريد الأكتروني الإرهاب والسلام 1293449952_email

 

 الإرهاب والسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المتوكل على الله
Admin
avatar


المساهمات : 21
تاريخ التسجيل : 02/08/2012
العمر : 29

الإرهاب والسلام Empty
مُساهمةموضوع: الإرهاب والسلام   الإرهاب والسلام Emptyالثلاثاء أغسطس 21, 2012 3:03 pm


دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 8/3/2002م
اليمن ـ صعدة
- كلمة سيدي العلامة المجاهد /بدر الدين بن أمير الدين الحوثي -
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
وبعد أوصيكم بتقوى الله ربنا، وامتثال أمره، واجتناب ما نهى عنه، والتمسك بطاعته في كل أعمالنا؛ فإنا عن قليل راحلون من هذه الدنيا، ومنتقلون إلى الآخرة حيث لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فعلينا أن نتقي الله وأن نُعد لذلك اليوم العظيم الذي وصفه الله وصفاً شديداً في القرآن كما قال { إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيرا} دَاهية دَهْياء، يوم عظيم جداً، عندما تكون السعادة لمن جاء يوم القيامة آمناً، يوم الفزع الأكبر، فعلينا أن لا نشتغل بهذه الدنيا حتى نؤثرها على طاعة الله في شيء من الأشياء، وأهمها أن نتقي الله في الصبر على الجهاد، على نصر الحق، ومدافعة الباطل، وأن نجتهد ونُجِد في دفع الباطل، ونصرة الإسلام؛ لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد:7) وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40) فإذا نصرنا الله بنصر دينه ـ أما الله سبحانه فهو غني عنا ـ إذا نَصَرْنا دين الله نَصَرَنا وأعزنا، وإذا خذلناه خذلنا وأذلنا، هذا في العاجل في الدنيا أن من نصر الله نصره، ومن خذل الله خذله.
وفي هذا الزمان استقوى الكفار، وتسلطوا على المسلمين، وحاولوا إبطال الإسلام، وإضاعته، وتمييعه، وحاولوا أن لا يبقى منه إلا جسد بلا روح فعلينا أن ندافع عنه بقدر ما نستطيع؛ لينصرنا الله ويعزنا؛ ولنقوم بالواجب علينا قبل أن نرجع إلى الله يوم القيامة ويسألنا ونكون قد فرطنا في حماية الدين، وقصرنا في الجهاد، وهو قد أمرنا في القرآن أمراً بأن ننصر دينه وندافع عنه ونحميه، فإذا لم ننصره لم تقبل الطاعات لا صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا شيء إذا لم نقم بالدين كله بصدق، إذا تساهلنا في دين الله وتركنا الكفار يتمكنوا، ويضيعوا الإسلام، وإذا لم ننصر الإسلام، ولم نعادِ أعداء الله فالدين لا يقبل منا ؛لأن الدين مترابط لا يقبل بعضه إلا بالبعض الآخر ؛لأن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(المائدة: من الآية27) .
وفقني الله وإياكم، وأعاننا وإياكم على ما يرضيه، وجمع القلوب على رضاه وتقواه، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

- وهذه كلمة لسيدي العلامة /أحمد بن صلاح الهادي -
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته الأخيار الأبرار الصادقين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
أما بعد فقد جئنا إلى هنا كزيارة واستضافة عند الأخوان فنقول :كثر الله خيركم، وأهلاً بكم لقدومكم من الحج.
وأنا كنت أريد أن أحول الموضوع كله، ولم أكن أريد أن أتكلم لأن لدينا ضيف كبير ونريد أن نسمع منه وهو الأستاذ الفاضل العلامة /الحسين بن بدر الدين الحوثي حفظه الله فأحب أن أترك المجال لـه ليكلمنا. لكن أقول: لنتواصى جميعاً بتقوى الله سبحانه وتعالى، وأن نكون مخلصين مع الله سبحانه وتعالى، والإخلاص درجة عالية لا ينالها إلا من أزال من قلبه الأمراض كلها، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيل عنا المرض مرض القلوب الذي لا يزال يُصَدِّيها، ولا يزال يبخس علينا الأعمال والله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} (الأحزاب:70) . إذا رجعنا إلى قول الله سبحانه وتعالى {وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} ربما أن هذا علاج للقلوب، القول السديد ربما أنه يعيننا على قلوبنا، انظروا كيف قال في نهاية الآية {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}(الأحزاب: من الآية71) أعمالنا قد تكون أعمال ضعيفة قليلة لكن قد يصلحها الله لنا ؛لأنه ينظر إلى القلوب، ولا ينظر إلى العمل بدون طهارة القلب، فالعمل إذا كان من صميم القلب خالص لله سبحانه وتعالى فهو كبير عند الله إلى مستوى عظيم، ألا ترون أن أمير المؤمنين ـ كرم الله وجهه ـ تصدق بخاتم فن‍زلت فيه آية تتلى إلى يوم القيامة لأنه تصدق بخاتم.
إذاً فلنقل قولاً سديد والله سيصلح لنا أعمالنا {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} كما أصلح لعلي بن أبي طالب عليه السلام عمله، وصار له مِنَّة على كل مؤمن وكل مسلم فهو مشارك له في عمله، انظروا على عظمة حازها. فنحن إذا قلنا قولاً سديداً أصلح الله لنا أعمالنا {يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (الأحزاب:71) .
نرجو أن نكون من الفائزين أما هذه الحياة فهي منتهية، وعما قليل ننتهي، وكم قد عرفنا من أناس، وكم قد مضى، وهذه الدنيا ليست إلا كظل زائل.
وهذا الشعار: الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، فهانحن نقول من هنا، وهذا تعبير بقول إن شاء الله سديد يصلح لنا ربي به العمل، فنقول: [ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام].
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
يا الله تقبل منا هذا.
فسنقول القول السديد وإنشاء الله أن الله سيصلح لنا العمل، وإذا رجعنا إلى الله سيصلح لنا أعمالنا إن شاء الله، ويتقبل منا، ويعيننا على نفوسنا فإن نفوسنا مريضة وهي محتاجة إلى العلاج، ولكن ليس لنا من يعالجها إلا مثل هؤلاء الأشخاص مثل سيدي بدر الدين والحسين و الأستاذ عبد الله عيضة.
وسيدي بدر الدين يشفي هذا المرض من القرآن، أمانة إنه يعطينا كلام من الشفاء، وإننا نرجو الله أن يبقيه لنا، وأن ما يعطيه هدية من الله فلنستغل حياته، ألقى لنا خطاباً في يوم (عيد الغدير) يشفي وعلاج. ونحن أمراض أيها الأخوة، ولا توجد مستشفيات إلا القرآن ومَن يعبر عنه.
وفقني الله وإياكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- ثم السيد /حسين بدر الدين الحوثي-

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (الفاتحة1::7) .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك الذي بعثته رحمة للعالمين، الذي بعثته شرفاً لهذه الأمة، وعزاً لهذه الأمة، ورحمة لهذه الأمة، بعثته بكلمة التوحيد وتوحيد الكلمة، مجاهداً في سبيلك، محارباً للطغاة والجبابرة من أولياء الشيطان الذي طردته من سمائك فأخرجته مذموماً مدحوراً، ليخرج كل الطغاة من عالم الإنسانية مدحورين أذلاء، يُلبسهم الخزي والعار والذلة.
أيها الأخوة الأعزاء شرف عظيم لنا أن نزوركم، شرف عظيم أن نقف أمام هذه الوجوه النَّيِّرة، أمام أبناء همدان، وأبناء علي .
إنني بحق أقول لكم: كلما جئنا همدان، وكلما التقينا بكم أنتم يا أبناء همدان تذكرنا الإمام علي . أصبحتم تذكروننا بعلي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)، إذا كان أبناء محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) يذكرون بمحمد فإنكم أنتم تذكرونا بعلي .
الإمام علي الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((علي مني وأنا من علي)) قرين القرآن الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((علي مع القرآن والقرآن مع علي)).
علي، بطلُ بدر وأحد والأحزاب وحُنين وخَيْبَر، بطل صفين والجمل والنهروان، علي الذي لم يكن فقط يذهل العقول في ميادين الجهاد وإنما كان أيضاً ينير الدروب بكلماته المباركة، بتوجيهاته النيِّرة، ببلاغته الخارقة. إنه ربيب محمد، وحليف وقرين القرآن.
فإذا كنتم أصبحتم تذكرونا بعلي (صلوات الله عليه) فإنما لأنه ما يزال فيكم أنتم بركة الإمام علي، فيكم بركة دعاء الإمام علي ودعاء الأئمة من بعده.
كلما وقفنا بين أظهركم، كلما انتقلنا إلى منطقتكم نرى أنفسنا وكأننا نسافر إلى عمق التاريخ.
ما من إمام من أئمة أهل البيت وقفت معه همدان إلا وبهرته بصدقها ووفائها، إلا وانطلق شاهداً تاريخياً على ذلك الوفاء، على ذلك الصدق على تلك الشجاعة، فكان ما يمتلكه الأئمة من تعبير عن ذلك كله هو أن يخلدوا دعاء يقرؤه كل من يتصفح صفحات التاريخ، يتردد على الشفاه كلما ترددت الأعين تتصفح صفحات التاريخ، أولم يقل الإمام علي عليه السلام :
فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
إنها عبارة من بهره وفاء همدان، وشجاعة همدان، وصدقهم وإخلاصهم:
فلو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
كلما وقفنا أمامكم أيها الاخوة لنتذكر مسئوليتنا جميعاً أمام الله في أن نكون من أنصار دينه، فنردد أحياناً عبارات التواصي فيما بيننا بالحفاظ على مذهبنا الزيدي نقول لهمدان :إنكم أنتم لكم المِنّة أكثر من غيركم في ترسيخ قواعد هذا المذهب. أنتم من كنتم أنصار هذا المذهب، وأنتم في واقعكم لا تحتاجون إلى من يذكركم بأن تكونوا من أنصار هذا المذهب، أنتم من وقفتم مع أئمته، من وقفتم مع أعلامه حتى ترسخت قواعده وانتشر نوره في هذه البلاد وغيرها.
إنه اجتماع مبارك، وإن أي اجتماع في ظروف كهذه واجتماع كهذا أو أقل أو أكثر من هذا لا يناقش فيه الناس هذه الأوضاع التي تعاني منها الأمة المسلمة، لا يتواصى فيه الناس بالحق فينظرون إلى الحق إلى بنيانه وهو يتصدع إلى أعلامه وهي تطمس إلى أنواره وهي تطفأ ينظرون إلى الحق ليس فقط ليغيب عن الساحة ليغيب عن الأفكار ليغيب عن النفوس ليغيب عن كل شئون الحياة وإنما ليحل محله الباطل والظلام والشر، كل اجتماع لا يناقش فيه ما يجعلنا نرى الحق، ونرى أمة الحق، ونرى أعلام الحق، وآثار الحق بالشكل الذي يحزن ويقرح القلوب ويبكي العيون.
في واقعنا نشاهد الأمور وهي تتبدل، وتنعكس القضايا، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} (آل عمران: من الآية110) هذا القرآن العربي يخاطب العرب، وشرف للعرب –ونحن وأنتم من صميم العرب والله يقول عن كتابه {قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (فصلت: من الآية3) {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} (الشعراء:195) يقول {كُنْتُمْ} أنتم أيها العرب {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} للناس جميعاً للبشرية جمعاء، تحملون هذه الرسالة العالمية، تحملون هذا النور للعالمين جميعاً{تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران: من الآية110) {ما الذي يحدث الآن؟. هذه الأمة التي يقول عنها الله سبحانه وتعالى أنه حملها رسالة لتخرج بها إلى الناس جميعاً هاهي اليوم يُطلب منها أن تقعد في بيوتها كما تقعد النساء، بل يُطلب منها أن تصمت فلا تتفوه بكلمة الحق، ولا تهتف بلعن من هتف الله بلعنهم في كتابه وخلده على لسان أنبياءه {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78)
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
ما نشاهده اليوم أن هذه الأمة التي كان المطلوب أن تكون هي من تَجُوب البحار طولاً وعرضاً فتقف في سواحل أوروبا وفي سواحل أمريكا هي الأمة التي تُؤْمَر هي وزعماؤها بالقعود قعود الذلة، قعود الخزي، قعود الخنوع والاستسلام، ونرى أولئك الذين لُعِنوا على لسان الأنبياء هم من يَجُوبون البلاد طولاً وعرضاً فرقاً عسكرية تمتلك أفتك الأسلحة، أليس هذا من تقليب الموازين؟. أليست هذه من القضايا المقلوبة؟. والحقائق المعكوسة؟. في البحار الفرنسيون والبريطانيون والأمريكيون والأسبان وغيرهم هم من يتحركون يحملون الأسلحة، هم من يتحركون في داخل وأعماق البلاد الإسلامية والمسلمون كلهم لا يجوز لأحد أن يتحرك قيد أنملة.
إن الله أراد لهذه الأمة هكذا أن تكون أمة تتحرك في العالم كله {أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فهاهي تقعد وأولئك يتحركون. ولماذا يتحركون؟. هل ليأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أم لينشروا الباطل والفساد والقهر والظلم والذلة والخزي لكل أبناء البشرية وللعرب خاصة؟.
هذه أشياء مؤسفة، هذه حقائق نحن نشاهدها. في الحج يوم أن بدأ المسلمون يهتفون بالبراءة من المشركين، يوم أن بدءوا يعملون على أن يعود الحج إلى أصالته الإسلامية؛ لأن الحج في أول عملية لإعادته إلى حج إسلامي إنما كان يوم أرسل الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الإمام علي ابن أبي طالب (صلوات الله عليه) ليعلن البراءة من المشركين بتلك العشر الآيات الأولى من سورة براءة؛ ليعلن البراءة من المشركين، بل ليعلن الحرب على المشركين وليس فقط البراءة منهم، كانت تلك هي أول عملية لتحويل الحج إلى حج إسلامي وصبغه بصبغة توحي بالأهداف المقصودة من وراء تلك العبادة العظيمة التي هي الحج، فعندما بدأ المسلمون يهتفون بـ[الموت لأمريكا والموت لإسرائيل] في الحج بأمر من ابن علي عليه السلام الذي هتف ببراءة فقال سبحانه وتعالى حاكياً تلك البراءة {وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}(التوبة: من الآية3) براءة من الله، وبراءة من رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وبراءة من علي (عليه السلام)، قرأها علي (عليه السلام) كلها براءة من المشركين.
يوم أن تحرك ابن علي (عليه السلام) الإمام الخميني (رضوان الله عليه) ليعيد الحج إلى أصالته عرف أولئك الذين لا يريدون للعرب أن يتحركوا قيد أنملة لأداء الواجب الملقى على عواتقهم من الله سبحانه وتعالى في مثل هذه الآية {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران: من الآية110) صدر المنع وحدث ما حدث في الحيلولة دون أن يتردد ذلك الشعار.
ونحن العرب لا نفهم، وهذه هي بساطتنا، وهذا هو ما جعلنا ضحية لليهود، نحن دائماً من نعمل حداً لأعمال المفسدين، ونضع حداً للفساد أنه إنما سيصل إلى هنا فقط، ولا نعلم بأن الفساد لا ينتهي، أن الفساد لا حد له، أن الفساد لا يتوقف عند نقطة معينة، أن الظلم والباطل لا يتوقف عند نقطة معينة. من الذي كان يتصور أن بالإمكان أن تصل بنا الحال إلى أن نُمْنَع في مساجدنا من ترديد مثل هذا الشعار؟. أوليس الأمر قد وصل إلى ذلك؟. لقد عُمم هنا في اليمن على المساجد أن لا يتحدث الناس فيها عن أمريكا، وكنا لا نتصور إلا أنه فقط مُنع في الحج.
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
عندما جاء المنع في الحج تجاوب المسلمون ولم يكونوا يهتموا بأن عليهم أن يقفوا موقفاً يجعل أولئك ييئسون من أن باستطاعتهم أن يوقفونا عن أداء الواجب الإلهي الملقى على عواتقنا نحن العرب في مثل قوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}(آل عمران: من الآية110) لكنا هكذا قلنا لا بأس بذلك في الحج. بعد الحج ما الذي حصل؟. منع في المساجد، فقلنا :لا بأس فالمساجد هي للعبادة، كما قال أولئك: [الحج هو عبادة، وأنت عليك أن تذكر الله فقط ولا تتعرض لشيء]. سنقول نفس الشيء : [هذه مساجد وما دخل المساجد بـ(الموت لأمريكا والموت لإسرائيل واللعنة على اليهود) ونحوها]. هل المساجد أعظم من القرآن الكريم؟. القرآن الكريم مليء بتلك الآيات التي تلعن الظالمين وتلعن الفاسقين وتلعن اليهود والنصارى لما كانوا عليه من عصيان واعتداء في مثل هذه الآية {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (المائدة:78) .
ونحن نقول : (لا بأس المساجد ليست لهذا هي للصلاة)؛ لأننا أصبحنا لا نفهم دور المساجد، ولا دور الصلاة.
ثم بعد ذلك سيقولون لنا: [أيضاً في منازلكم لا تتحدثوا عن أمريكا. أيضاً بأقلامكم لا تصدروا كلمة فيها إساءة إلى مشاعر أمريكا]. وهكذا سنرى أنفسنا نطارد نطارد ونحشر إلى زاوية ضيقة.
ما الذي انقلب في هذا الموضوع؟ هم يحشرونا إلى زاوية ضيقة مظلمة لا نرى فيها النور، ولا نتحدث عن النور، ولا نصل بالنور إلى قيد أنملة في هذا العالم، وهم من يتحركون. وبدل أن نتحدث عن الجهاد يتحدثون هم عن [الإرهاب].
وإنني أقول :إن علينا أن نتحدث عن كلمة [الجهاد] ؛لأن كلمة [الجهاد] هي الآن محارَبة بعينها، يُوضع ويرسخ بدلاً منها كلمة [إرهاب]، فإذا كان الله أراد من الجهاد أن تكون كلمة شرَّف بها ذلك الصراع الذي كان العرب يتعودون عليه، ألم يكن العرب متعودين فيما بينهم على القتال والتناحر؟. سمَا بالعرب لأن الإسلام جاء شرف للعرب {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ}(الزخرف: من الآية44)حتى الصراع الذي كان يدور بينهم عمل على أن يتحول إلى صراع مقدس فأضاف إليه اسماً مقدساً فسماه [جهاداً]، إذاً فبدلاً من أن تتقاتلوا فيما بينكم وتتناحرون فيما بينكم تعالوا إلى حيث يكون صراعكم ويكون قتالكم سمواً وشرفاً ورفعة، ونشراً للحق، ونشراً للنور إلى كل أقطار الدنيا فسماه جهاداً في سبيله سماه [جهاداً] وجعله سنام دينه، وجعله مفتاح جنته، وجعله ركناً من أركان دينه، بل جعله علماً لقمة الذوبان في محبته سبحانه وتعالى، أولم يقل الله عن أوليائه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (المائدة:54)
يوم كان العرب فيما بينهم يثور بعضهم على بعض، يتناحرون فيما بينهم، يغزوا بعضهم بعضاً هاهو يعطيهم صراعاً من نوع آخر يسميه [جهاداً في سبيله]، يجعله علماً على الذوبان في محبته { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه} هذا الجهاد المقدس، هذا المصطلح القرآني الهام، هذا المبدأ الذي ترتبط به عزة الأمة وكرامتها، وترتبط به حيوية القرآن والإسلام، يرتبط به وجود الأمة كلها وهويتها هاهو يتعرض لأن يُبدّل، كما بُدّلنا نحن في واقعنا، قعدنا وهم من يتحركون في البحار، وهاهم يحولون الجهاد إلى كلمة تصبح سُبَّة نحن نرددها، ويجعلونها كلمة أمريكية تضفي الشرعية على أي ضربة أمريكية لأي جهة. تُبدل كلمة [جهاد] بكلمة [إرهاب] فمن هو مجاهد فهو إرهابي، ومعنى أنه إرهابي أنه من قد وقع من جانبه ما يعطي أمريكا شرعية أن تضربه، ما يعطي عميلاً من عملاء أمريكا شرعية أن يضربه، ونحن من نبارك تلك الضربة، سنقول: [هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يهتف بهذا الشعار في هذا الجامع؟، هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يتحدث عن الجهاد؟، هو إرهابي فليضرب، من الذي قال له أن يفتح مدرسة هنا يربي الشباب فيها على روح القرآن؟ والذي روحه الجهاد إذاً هو إرهابي فليضرب].
أليست الأمور تتغير وتنعكس؟. فالمصطلحات تتغير، ونحن نتغير فعلينا أن نقعد وهم الذين يتحركون في البر والبحر، وجهادنا عليه أن يُمسخ وتوضع بدلاً عنه كلمة [إرهاب] ؛لننظر إلى الجهاد أنه سبة، وأنه عملية تعطي الشرعية لأولئك أن يضربوا المسلمين بدل أن يكون هو مبدأ يعطي الشرعية للمسلمين أن يضربوا أولئك المجرمين الذين هم إرهابيون حقيقيون. ألم يقل الله سبحانه وتعالى {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ}(التوبة: من الآية29) لمن هو هذا الخطاب؟. أليس للعرب والمسلمين؟. {قاتلوا} ما هو القتال في سبيل الله؟. أليس هو الجهاد؟، هاهو يقول للمسلمين إن الجهاد هو هكذا {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29) هذا هو الجهاد، الجهاد شرعية لنا نتحرك على أساسه في ضرب أولئك المفسدين الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر
وهم في واقعهم لا يحرمون ما حرم الله ورسوله وهم لا يدينون دين الحق، إن من واجب الأمة أن تحاربهم أن تقاتلهم أي أن تجاهدهم ـ والجهاد شرعية لهم هنا ـ حتى يعطي أولئك الجزية عن يدٍ وهم صاغرون. أليس الواقع يتغير الآن؟.
إن كلمة [الجهاد] تتحول الآن إلى كلمة [إرهاب] فالمجاهد هو إرهابي، وكلمة [جهاد] هي كلمة [إرهاب].
إذاً فإذا ما سمحنا نحن المسلمين للأمور أن تتغير من حولنا، فإنه المكر، المكر في كل شيء، المكر في واقع حياتنا، المكر حتى لمفردات لغتنا العربية، كلمة [جهاد] هي كلمة عربية، وحتى كلمة [إرهاب] هي كلمة عربية، أولسنا نسمع زعماء العرب هم من يطالبون الرئيس الأمريكي ـ وهو إنجليزي في لغته ـ يطالبونه بأن يفتح قاموس لغته ليفسر للعرب مفردة عربية هي كلمة [إرهاب]؟.
كلمة (إرهاب) هي كلمة داخل كتاب عربي، عندما يقول الله سبحانه وتعالى {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) أصبحنا في واقعنا لا نعرف معاني مفرداتنا العربية، يطالب زعماء العرب الرئيس الأمريكي وهو ليس عربي أن تفسر سماحته وفضيلته مفردة عربية هي كلمة (إرهاب)، [قولوا لنا ماذا تريدون بكلمة (إرهاب)؟]، أليس هذا هو السؤال الذي يتردد؟.
لماذا لا نرجع نحن إلى القرآن وإلى لغتنا لنعرف ما هي كلمة [إرهاب]؟ وما علاقتنا بها؟ وأمام من يجب أن يكون الناس إرهابيين؟ وما هو الإرهاب المشروع؟ وما هو الإرهاب الذي ليس بمشروع؟. حتى نحن كلنا مثقفونا وزعماءنا لم نجرؤ على أن نقاوم ذلك الانحراف في معنى هذه الكلمة أن نقاومه وأن نرسخ معناه القرآني. {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) كلمة [إرهاب] في القرآن الكريم تعني أن على المسلمين أن يعدوا القوة بكل ما يستطيعون، بل وأن يلحظوا حتى الشكليات وأن يلحظوا حتى [المرابط] التي هي في الأخير ستزرع الهزيمة في نفس العدو {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60) إن عليكم أيها المسلمون ـ هكذا يقول القرآن الكريم ـ إن عليكم أيها المؤمنون أن تعملوا بكل ما تستطيعون على أن ترهبوا أعداء الله، هذا هو الإرهاب المشروع، لكننا بدل أن نتحدث عن الإرهاب المشروع نحن من نسمع في وسائل الإعلام والزعماء، ونسمح بأن تتردد كلمة (إرهاب) بمعناها الأمريكي وليس بمعناها القرآني. أليس هذا من الغباء؟. أليس هذا من مظاهر تغير الأمور وتعكيس الحقائق؟.
إن علينا أيها الأخوة أن نتحدث دائماً عن الجهاد، حتى أولئك الذي ليس لديهم أي روح جهادية عليهم أن يتحدثوا عن كلمة (جهاد)؛ لأن كلمة [جهاد] في نفسها، كلمة [جهاد] في معناها هي تتعرض لحرب، أصبحنا نحن نُحارب كأشخاص، وتُحارب أرضنا كأرض، وتُحارب أفكارنا كأفكار، بل أصبحت الحرب تصل إلى مفرداتنا، أصبحت ألفاظنا حتى هي تُحارب، كل شيء من قِبَل أعداءنا يتوجه إلى حربنا في كل شيء في ساحتنا، إلينا شخصياً، إلى اقتصادنا، إلى ثقافتنا، إلى أخلاقنا، إلى قِيَمِنا، إلى لغتنا، إلى مصطلحاتنا القرآنية، إلى مصطلحاتنا العربية.
أن لا نسمح أن تتغير الأمور وأن تنعكس الحقائق إلى هذا الحد، فتغيب كلمة [جهاد] القرآنية، وتغيب كلمة [إرهاب] بمعناها القرآني ليحل محلها كلمة [إرهاب] الأمريكية.
وهذه الكلمة [إرهاب] تعني أن كل من يتحرك بل كل من يصيح تحت وطأة أقدام اليهود سيسمى [إرهابي]، أن كل من يصيح غضباً لله ولدينه، غضباً لكتابه، غضباً للمستضعفين من عباده الكل سيسمون [إرهابيين]، ومتى ما قيل عنك: أنت إرهابي فإن هناك من يتحرك لينفذ ليعمل ضدك على أساس هذه الشرعية الأمريكية التي قد وُضِعَت من جديد.
نحن نختلف عن أولئك، نحن نمتلك شرعية إلهية قرآنية، ونقعد عن التحرك في سبيل أداءها، وفي التحرك على أساسها ، ونرى كيف أن أولئك يحتاجون إلى أن يؤصِّلوا من جديد، ويعملوا على أن يخلقوا شرعية من جديد، ثم متى ما وُجِدت هذه الشرعية فإنهم لا يقعدون كما نقعد إنهم يتحركون، أوليس هذا هو ما نشاهد؟. لقد تبدل كل شيء، لقد تغير كل شيء فنحن من نقعد والشرعية الإلهية موجودة، وهم من يتحركون على غير أساسٍ من شرعية فيُشَرِّعُون ويُؤصِّلُون ثم يتحركون ولا يقعدون.
إن علينا أيها الاخوة أن نتحدث دائماً حتى لا نترك كلمة [إرهاب] بمعناها الأمريكي أن تترسخ في بلادنا، أن تسيطر على أذهان الناس في بلادنا أو أن تسبق إلى أذهان الناس، علينا أن نحارب أن تترسخ هذه الكلمة، لأن وراء ترسخها ماذا؟. وراء ترسخها تضحية بالدين وتضحية بالكرامة وبالعزة وبكل شيء، حينئذٍ سيُضرب أي عالم من علماءنا سيقاد علماؤنا بأقدامهم إلى أعماق السجون، ثم يعذبون على أيدي خبراء يهود، الذين يمتلكون أفتك وسائل التعذيب على أساس ماذا؟. [أنه إرهابي]. فيكون الناس جميعاً هم من أصبحوا يسلمون أن كلمة [إرهابي] هي كلمة مَن أُطلقت عليه ـ بحق أو بغير حق ـ هو من يصبح أهلاً لأن يُنَفَّذ بحقه العقاب، ومن هو المنفذ المسلمون أم الأمريكيون؟. الأمريكيون أو عملاؤهم ينفذون ما يريدون عمله فيعذبون علماءنا.
وكل من يصرخ ليعيد الناس إلى العمل بكتاب الله هو أيضاً عندهم إرهابي، وكل من يدرس الناس في مدرسة علوم القران هو أيضاً عندهم إرهابي، وأي كتاب يتحدث عن أن الأمة هذه عليها أن تعود إلى واجبها وأن تستشعر مسئوليتها هو أيضاً عندهم إرهابي.
أولم نسمع جميعاً –أيها الأخوة- أنه عندما جاء المبعوث الأمريكي إلى اليمن دار الحديث بينه وبين الرئيس حول (ضرورة التعاون على مكافحة الإرهاب، وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب). هل تركوا مصطلحاً آخر لم يصلوا إليه؟. منابع الإرهاب، وجذور الإرهاب هو القرآن الكريم بالمعنى الأمريكي لكلمة [إرهاب] هو إرهابي.
هل نسمح بكلمة (جذور إرهاب، ومنابع الإرهاب) أن يكون معناها القرآن الكريم وعلماء الإسلام ومن يتحركون على أساس القرآن؟. إن الحقيقة أن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب هي أمريكا، إن منابع الإرهاب وجذور الإرهاب الإجرامي هم أولئك الذين قال الله عنهم {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية33) ًهم أولئك الذين لفسادهم لاعتدائهم لعصيانهم لبغيهم جعل منهم القردة والخنازير. أليسوا هم منابع الإرهاب وجذور الإرهاب؟. أليسوا هم من يصنعون الإرهاب في هذا العالم؟.
من هو الإرهابي؟ هل هو أنا وأنت الذي لا يملك صاروخاً ولا يمتلك قذيفة ولا يمتلك مصنعاً للأسلحة ولا يمتلك شيئاً أم أولئك الذي يصنعون أفتك الأسلحة؟.
من هو الإرهابي أنا وأنت أم أولئك الذين يستطيعون أن يثيروا الحروب والمشاكل في كل بقعة من بقاع العالم؟.
من هو الإرهابي أنا وأنت أم أولئك الذين يستطيعون أن يفرضوا على أي شعب من الشعوب المسلمة المسكينة أي عميل من عملاءهم ليدوسها بقدمه ولينفذ فيها ما تريد أمريكا تنفيذه؟. إنهم هم الإرهابيون، إنهم منابع الإرهاب وهم جذور الإرهاب. إنهم كما قال عنهم الإمام الخميني رحمة الله عليه ـ وهو شخص لم يكن يتكلم كلاماً أجوفاً ـ قال عن أمريكا إنها [الشيطان الأكبر] والله تحدث عن الشيطان أن عمله كله فساد، عمله كله ضر بالناس، كله شر، كله باطل وبغي، لم يكتفِ بأن يوقع بالناس الشر في هذه الدنيا بل إنه كما قال عنه سبحانه وتعالى {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}(فاطر: من الآية6) إنهم هم الإرهابيون، ومن هناك مِن عندهم منابع الإرهاب، وبلدانهم جذور الإرهاب، وثقافتهم هي الإرهاب، وهي من تخرج الإرهابيين. أليست الثقافة القرآنية هي من تنشئ جيلاً صالحاً؟، من ترسخ في الإنسان القيم الفاضلة والمبادئ الفاضلة؟ ؛كي يتحرك في هذه الدنيا عنصراً خيراً يدعوا إلى الخير ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح للآخرين؟. يهتم بمصالح الآخرين؟. لا ينطلق الشر لا على يده ولا من لسانه؟. أليس هذا هو ما يصنعه القرآن؟.
أنت لا حظهم أليست ثقافة الغربيين هي من تعمل على مسخ الفضائل؟، هي من تعمل مسخ القيم القرآنية والأخلاق الكريمة من ديننا ومن عروبتنا؟ أليس هذا ما تتركه ثقافتهم في الناس؟. فإذا كانت ثقافة القرآن هكذا شأنها وثقافتهم هكذا شأنها فإن ثقافتهم هم هي التي تصنع الإرهاب الإجرامي. لكنهم يريدون أن يقولوا لنا وأن يرسخوا في مشاعرنا أن ثقافتنا ـ التي هي الثقافة القرآنية ـ هي من تصنع الإرهاب. إذاً سيقولون لنا: الكتاب الفلاني من كتب أهل البيت، من كتبكم أنتم الزيدية، هذا الركام من كتبكم أنتم الزيدية كلها كتب تصنع إرهابيين إذاً هي جذور إرهاب. ولكننا نرى في واقع الحياة من الذي يمكن أن يتحرك عنصراً خيراً في هذه الحياة؟. يصنع الخير للناس ويدعوا الناس إلى الخير هل هو من يتخرج على أساس ثقافتهم أم من يتخرج على أساس ثقافة القرآن؟.
نحن إذاً نواجه بحرب في كل الميادين، حرب على مفاهيم مفرداتنا العربية، إذا لم نتحرك نحن قبل أن تترسخ هذه المفاهيم المغلوطة بمعانيها الأمريكية بمعانيها الصهيونية والذي سيكون من وراءها الشر إذا لم نتحرك ستكون تضحيات الناس كبيرة، ستكون خسارة الناس كبيرة.
عندما نسمع كلمة [أنهم يريدون أن يتحركوا لمحاربة الإرهاب وجذور الإرهاب، ومنابع الإرهاب] فإن علينا دائماً أن نبادر إلى الحديث عن الإرهاب ما هو؟. ونربطه بأمريكا، أمريكا هي التي تصنع الإرهاب للناس جميعاً، وأن اليهود هم من يسعون في الأرض فساداً، وأن من يسعى في الأرض فساداً هو من يصح أن يقال عنه أنه إرهابي إرهاباً غير مشروع.
وأننا لا نسمح أبداً أن تتحول كلمة [إرهاب] القرآنية إلى سُبَّةٍ وإلى كلمة لا يجوز لأحد أن ينطق بها. فلنقل دائماً أن كلمة [إرهاب] كلمة قرآنية مطلوب من المسلمين أن يصلوا إلى مستواها، إن الله يقول {وَأَعِدُّوا لَهُمْ} (الأنفال: من الآية60) أي لأعداء الإسلام لأعداءكم لأعداء الله { مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} هنا كلمة {تُرْهِبُونَ} يريد الأمريكيون أن تكون كلمة لا يجوز لأحد أن يتحدث عنها؛ لأن معناها قد تغير فكلمة {تُرْهِبُونَ} قد فسرها الأمريكيون تفسيراً آخر، فمن انطلق على أساس هذه الكلمة القرآنية فإنه قد أُعْطِيَ للأمريكيين شرعية أن يضربوه، والله يقول {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}(الأنفال: من الآية60).
وإذا ما سمعنا عن كلمة [جذور إرهاب ومنابع إرهاب] فإن علينا أن نتحدث دائماً عن اليهود والنصارى كما تحدث الله عنهم في القرآن الكريم من أنهم منابع الشر، ومنابع الفساد من لديهم، وأنهم هم من يسعون في الأرض فساداً.
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
وحينئذٍ سننتصر، وإنه لنصر كبير إذا ما خُضْنَا معركة المصطلحات، فنحن الآن في معركة مصطلحات، إذا سمحنا لهم أن ينتصروا فيها فإننا سنكون من نُضرب ليس في معركة المصطلحات بل في معركة النار، إذا ما سمحنا لهم أن تنتصر مفاهيمهم، وتنتصر معانيهم لتترسخ في أوساط الناس.
فعندما نردد هذا الشعار، وعندما يقول البعض ما قيمة مثل هذا الشعار؟. نقول له :هذا الشعار لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة على الأقل، لا بد منه في تحقيق النصر في هذه المعركة معركة أن يسبقنا الأمريكيون إلى أفكارنا وإلى أفكار أبناء هذا الشعب، وإلى أفكار أبناء المسلمين وبين أن نسبقهم نحن. أن نرسخ في أذهان المسلمين :أن أمريكا هي الإرهاب الإجرامي، أن أمريكا هي الشر، أن اليهود والنصارى هم الشر حتى لا يسبقونا إلى أن يفهم الناس هذه المصطلحات بالمعاني الأمريكية.
فعندما نرفع هذا الشعار أيها الاخوة نحن نرفعه ونجد أن لـه الأثر الكبير في نفوسنا، وفي نفوس من يسمعون هذا الشعار، حتى من لا يرددون هذا الشعار فإننا بترديدنا للشعار من حولهم سنترك أثراً في نفوسهم، هذا الأثر هو أن اليهود ملعونين، ونذكر مثل هذا الشخص الذي لا يرفع هذا الشعار بتلك الآيات القرآنية، وعندما يسمع [الشعار] ونحن نهتف به ويعود ليقرأ [سورة البقرة] و[سور آل عمران] و[سورة النساء] وغيرها من السور التي تحدث الله فيها عن اليهود والنصارى سيفهمها بشكل آخر، سيفهمها أكثر من قبل أن يسمع هذا الشعار يتردد من حوله.
وعندما نهتف بهذا الشعار يترافق معه توعية كاملة، كلها تقوم على أساس أن منابع الشر وجذور الشر، الفساد في الأرض، الإرهاب لعباد الله، الظلم لعباد الله، القهر للبشرية كلها هم أولئك الذين لعنهم الله في القرآن الكريم، هم اليهود، هم أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم.
لا بد أن نكون واعين، أن نكون فاهمين، علينا أن نتحمل المسئولية القرآنية بوعي، أما إذا أصبحنا إلى درجة لا نعي ولا نفهم ما يدبر الآخرون، ولا نعي ولا نفهم خطورة ما يدور من حولنا فإن ذلك يعني أننا سنعيش في حالة أسوء مما نحن فيه. أوليس كل واحد منا يعرف ما في هذا العالم من أحداث كلها تدور على رؤوس المسلمين، وكلها حرب للإسلام والمسلمين؟ أليس هذا شيء مفهوم لنا جميعاً؟. من هم المسلمون؟. هم نحن، وما هو الإسلام؟. هو دين الله الذي ارتضاه لعباده، هو هذا الدين الذي ندين به. إذا أصبحنا لا نفهم ما يعملون، ومما يعملون هو أنهم يعملون جاهدين على ترسيخ هذه المفاهيم المغلوطة.
على كل واحد منا أن يتحرك، وعندما يتحرك سيجد أنه باستطاعته أن يعمل الشيء الكثير في مواجهة أولئك. أم أننا سننظر إلى هذه الأحداث تلك النظرة التي سار عليها العرب وزعماؤهم فترة طويلة في هذه المرحلة المتأخرة من هذه الفترة الزمنية التي نحن فيها.
لاحِظوا، اليهود يتحركون، الأمريكيون يتحركون، كل أولئك يتحركون بكل ما يستطيعون في مواجهة المسلمين، في سبيل إذلال المسلمين، في سبيل تحطيم اقتصادهم، في سبيل مسخ ثقافتهم، في سبيل إفساد أخلاقهم، ثم أيضاً حرب مسلحة ضد مختلف المسلمين في مختلف بقاع البلاد الإسلامية، أليس هذا ما نشاهده؟. ما هو الموقف الذي نسمعه دائماً يتردد على أفواه زعماء العرب؟. وعلى شفاه زعماء المسلمين كلهم؟. أليس هؤلاء هم من يقابلون الحرب بكلمة سلام فيقولون: [نحن نريد السلام، ونحن نسعى للسلام، ونحن نطالب بالسلام]؟. أليس عرفات ظل يهتف بهذه الكلمة وبحرصه على السلام وبأنه حريص على عملية السلام أن تبقى سليمة بعد أن ضُربت دولته وضربت طائراته، وضربت مباني حكومته، وضربت قوات أمنه وشرطته، ومع ذلك لا زال يردد كلمة سلام.
أذكر كلمة جميلة يوم أن اجتمع زعماء المسلمين في [الدوحة] قال الرئيس السوداني : [نحن في مواثيق (منظمة المؤتمر الإسلامي) كنا قد ألغينا كلمة (جهاد) وقلنا نريد أن نعيش مع الآخرين في سلام، ونحن دعاة سلام، ونحن نريد سلاماً، فلم نجد سلاماً من أولئك، ولا قبلت هذه الكلمة] ثم قال [إن علينا أن نعود إلى الجهاد، أن نعود إلى القرآن]. (لقد ألغينا من مواثيق منظمة المؤتمر الإسلامي كلمة (جهاد) كشف هو أن زعماء المسلمين في مواثيقهم كـ(منظمة المؤتمر الإسلامي) كانوا قد ألغوا هذه الكلمة على أساس أننا في عصر يجب أن تعيش الشعوب مع بعضها بعض تعايشاً سلمياً ومصالح متبادلة، وحقوق جوار متبادلة، ونحن دعاة سلام، ونحن نريد السلام. وهكذا تتردد هذه الكلمة كثيراً. نحن من نشاهد تلك الأحداث، ألسنا نسخر من هذه الكلمة في الأخير؟. ألسنا أصبحنا نفهم أنها كلمة لا أحد من أولئك يسمعها؟. هل إسرائيل تسمع العرب عندما يقولون نريد السلام؟. أم أنها تتحرك هي فتضرب وتقتل وتدمر؟. هل إسرائيل تجيب العرب عندما يقولون نريد السلام؟. هل الأمريكيون يجيبون العرب عندما يقولون نريد السلام؟. لقد أصبحنا جميعاً نعلم أن كلمة (سلام) كلمة لا قبول لها عند أولئك. وأن كلمة [سلام] كلمة ظل يتمسك بها زعماء العرب بعد أن أصبحوا على يقين من أنها كلمة لا أحد يستجيب لها من أولئك.
ونحن إذا ما نظرنا لهذه الأحداث على هذا الأساس فإنما نحن أيضاً انعكاس آخر لأولئك الزعماء الذين ظلوا يهتفون بهذه الكلمة أمام كل حدث يكون ضحيته تدمير منازل وإزهاق أرواح وإحراق مزارع. عندما بدأت هذه الأحداث كلنا لمس أن هناك تحرك من نوع آخر، تحرك مكشوف، تحرك ترافقه عبارة صريحة تنبئ عن نوايا سيئة، تنبئ عن أهداف شريرة ضد المسلمين في كل بلد، ومع ذلك يبدو أن تلك الكلمة بدأت تتسرب إلى مشاعرنا نحن كلمة [سلام] بذلك المعنى الذي تردد كثيراً ولم يستجب له أحد.
ها نحن نسمع أن اليمن نفسه يواجَه بحملة دعائية أنه دولة إرهابية وأنه بلد خصب للإرهاب. ونسمع أيضاً بأن هناك محاولة بل هناك فعلاً دخول للأمريكيين إلى اليمن، الأمريكيين قد دخلوا كجنود بالمئات إلى اليمن، وإذا جاء أحد يتحدث مع الناس: أن علينا أن نستيقظ أمام ما نشاهد، وأمام ما نسمع، إن العواقب ستكون سيئة، إن المصيبة كبيرة، إن نوايا أولئك سيئة إن علينا أن نستيقظ، إن علينا أن نعد أنفسنا حتى لا نكون من يسمح لأولئك أن يعملوا ما يريدون فنرى أنفسنا في يوم من الأيام ضحية في الوقت الذي لا نستطيع أن نعمل فيه شيئاً. هناك من قد يرى أن السكوت هو أسلم، وأنه يجب أن نطالب بالسلام ونحافظ على السلام.
نحن ننسى أمام كل حدث، أمام كل حرب نواجهها ـ وهذه هي من المشاكل الكبيرة علينا ـ نحن ننسى أن نعود إلى القرآن الكريم، نحن ننسى أننا عبيد الله والله هو رحيم بنا، وأن الله هو (السلام) من سمانا (مسلمين)، وهو من سمى حتى جنته (دار السلام). أليس السلام هو من أسماء الله الحسنى؟. أوليس ديننا هو الإسلام؟. أوليست الجنة هي (دار السلام)؟. أولم يقل الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} (المائدة: من الآية15) {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) ننسى أن من أسماء الله الحسنى (السلام)، وننسى أننا نحمل اسم كلمة (إسلام)، وننسى بأننا نسعى لأن نحظى بأن نكون من أهل (دار السلام)، وننسى أيضاً بأن كتابنا القرآن الكريم يهدي إلى سبل السلام. فلماذا لا نعود إلى القرآن لنعرف ما هو هذا السلام الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى. ما هو ذلك السلام؟. وأين هي سبل السلام التي يهدي إليها القرآن الكريم؟. إذا كنا نبحث عن السلام.
إذا كان زعماء العرب يبحثون عن السلام فإن عليهم أن لا يبحثوا عن السلام من أمريكا أو من إسرائيل أو من بلدان أوروبا، أوليس هذا هو ما يحصل؟. عرفات عندما أصبح سجيناً في بيته يوجه خطابه إلى أمريكا يناشدها بالسلام، والزعماء كلهم على طول البلاد العربية وعرضها يناشدون أمريكا بالسلام. هل نسيتم أيها العرب أن ربكم هو السلام؟. هل نسيتم أن اسمكم مشتق من السلام؟.{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ}(الحج: من الآية78) ونحن نحمل اسم (مسلمين). هل نسيتم أن الله سبحانه وتعالى قال {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}(المائدة: من الآية16) لماذا لا نعود إلى القرآن إذا كنا ننشد السلام لنعرف السبل التي يهدي إليها؟. أليس هذا هو الحل؟.
فكل واحد منا أيها الأخوة أمام أي حدث يسمعه عليه أن يعود إلى القرآن قبل أن يفكر هو فيخرج بأفكار قد تجعله يتخذ قرارات يظن أن من ورائها السلامة وهي في الواقع إنما تكون عاقبتها الندامة. إذا كنا نريد السلام فلنعد إلى القرآن ليهدينا هو إلى السلام، ولنسر على هديه ليتحقق لنا السلام. فلا أحد منا ينبغي أن يعود إلى نفسه عندما يسمع أي حدث. عندما نسمع أن هناك اتفاق على أساس أن اليمن فيه إرهابيون، وأن هناك اتفاق على أن يكون هناك حرب للإرهاب ومنابع الإرهاب وجذور الإرهاب بالمعنى الأمريكي ـأليس هذا حدث يخيف؟ ـ فالكثير قد يفكر: إذاً فإذا كانت كلمة (الموت لأمريكا) قد تثير الآخرين علينا فإن السلام أن لا نتحدث بها. أليس هذا الشعور قد يحصل عند أي واحد منا؟.
دخول الأمريكيين إلى اليمن نحن نعلم أنه بداية شر في هذا البلد الميمون، ثم نرى بأن علينا أن نسكت لأن لا نثيرهم فيدخلوا من جنودهم أكثر مما قد وصل، حينئذٍ سيرى كل واحد منا أن السلام سيتحقق من خلال السكوت، وأن السكوت، وأن الصمت، وأن الجمود هو وسيلة السلام. لا .لا. إن هذا ليس منطق القرآن أبداً. ومن هو الذي يمكن أن نسمي قراره بأنه قرار صحيح من يتخذ قراراً من عند نفسه ويقول لنا بأن السلامة في ذلك القرار الذي اتخذه والحكمة التي وضعها أم من يعود إلى القرآن الكريم ليبحث عن سبل السلام التي يهدي إليها؟. الآية صريحة {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ}، فلنرجع إلى القرآن الكريم، هل طلب الله من عباده أن يصمتوا أمام الظالمين أمام الكافرين أمام اليهود والنصارى أم أوجب عليهم أن يتكلموا؟. أوجب عليهم أن ينفقوا، أن يجاهدوا؟. أوجب عليهم أن ينفقوا في سبيل الله وجاء الأمر في ذلك بعبارة صريحة {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(البقرة: من الآية195). ألم يقل هنا أنك إذا كنت تريد السلام فإن عليك أن تنفق في سبيل الله، إذا كنتم تريدون السلام فإن عليكم أن تتوحدوا فيما بينكم، أن تعتصموا بحبل الله جميعاً وأن لا تتفرقوا، أن تنفقوا في سبيل الله، أن تتحركوا، أن تعدوا ما تستطيعون من قوة. أليس هذا منطق القرآن؟.
إنه بكل هذا يهدي إلى السلام، وإذا كنا نحن لا نفهم منطق القرآن فإن الأمريكيين يفهمون ذلك لديهم مثل يقول [إذا كنت تريد السلام فاحمل السلاح].
[ الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
عندما يقول القرآن الكريم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}(الحجرات: من الآية10) {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}(التوبة: من الآية71) عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }(آل عمران: من الآية104) عندما يقول أيضا: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة:29) عندما يقول: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}(البقرة: من الآية195) عندما يقول:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: من الآية103) إنه بكل ذلك يهدينا إلى السلام، يهدينا إلى سبل السلام، فكل من ينشد السلام، كل من يريد السلام، كل من يعرف أن ربه هو السلام، إن عليه أن يتحرك على أساس القرآن.
ولنرى مصداق ذلك ماثلاً أمام أعيننا، [حزب الله] في لبنان أليس الآن يعيش في سلام؟، [حزب الله] في لبنان هل التزم الصمت والسكوت؟. أم أنه مجاميع من المؤمنين تشبعوا بروح القرآن الكريم التي كلها عمل وجهاد، كلها وحدة، كلها أخوة، كلها إنفاق، كلها بذل؟. هاهم الآن ـ على الرغم من أن إسرائيل وأمريكا يعلمان أنهم هم الإرهاب بعينه وفق مفاهيم أمريكا وإسرائيل ـ هاهم الآن يعيشون في سلام. والإسرائيليون والأمريكيون هاهم يضربون الفلسطينيين ويضربون أينما شاءوا، هاهم يذلون زعماء تلك الملايين، زعماء يمتلكون مئات الآلاف من الجيوش المسلحة بأحدث الأسلحة، وذلك الحزب يعيش رافعاً رأسه، مجاميع من المؤمنين تعيش رافعة رأسها، تتحدث بكل ما تريد ضد إسرائيل، تمتلك قناة فضائية تسخرها كلها ضد إسرائيل حتى فواصلها ضد إسرائيل، وهاهي إسرائيل لا تجرؤ أن تضربهم بطلقة واحدة، أليس هذا هو السلام؟.
هاهي إيران ـ وأمريكا وإسرائيل تعلمان أن إيران هي الإرهاب بكله، هي الإرهاب بعينه على حد تعريفهم للإرهاب ـ وأنها ليست فقط دولة إرهابية بل تصدر الإرهاب كما يقولون ـ هاهي دولة عندما وُوجهت بتهديد أمريكي تجريبي ـ لأن الأمريكيين قد عرفوا الإيرانيين وعرفوا الثورة الإسلامية وعرفوا قادتها، لكن هذا الرئيس الأمريكي جاء ليعمل تهديداً تجريبياً لينظر ماذا ستكون ردة الفعل ـ وال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shaheed1.rigala.net
 
الإرهاب والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى انصار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي :: مكتبة انصار الله :: ملازم السيد حسين بدر الدين الحوثي-
انتقل الى: